قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾؛ قال ابنُ عبَّاس: (وَذَلِكَ أنَّ مُوسَى عليه السلام غَضِبَ مِنْ مَقَالَةِ قَوْمِهِ، وَكَانَ رَجُلاً حَدِيْداً فَقَالَ: ﴿ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي ﴾ ولا أمْلِكُ إلاَّ أخِي، يعني لا يُطِيْعُنِي مِن هؤلاءِ إلاَّ أخِي هَارُونُ.
﴿ فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾ أي اقْضِ وَافْصِلْ بيننا وبينَ القوم العَاصِيْنَ. وكَانَتْ عَجَلَةً عَجَّلَهَا مُوسَى عليه السلام، فأوحَى الله إلى موسى: إلَى مَتَى يَعْصِيني هذا الشعبُ وإلى متَى لا يُصَدِّقُونَ بالآياتِ، لأُهْلِكَنَّهُمْ وَاجْعَلَنَّ لكَ شَعْباً أشَدَّ وأكثرَ منهم. فقال: إلَهِي لو أنَّكَ أهلكتَ هذا الشَّعبَ من أجْلِ أنَّهم لن يستطيعُوا أن يدخلوا هذه الأرضَ فتقتلُهم في البَرِّيَةِ وأنت عظيمٌ عَفْوُكَ كثيرٌ نِعْمَتُكَ وأنتَ تغفرُ الذنوبَ، فَاغْفِرْ لَهم. فقال اللهُ تَعَالَى: قد غَفَرْتُ لَهم بكلمتِكَ، ولكن بَعْدَمَا سَمَّيتَهُمْ فاسِقينَ، وَدَعَوْتَ عليهم في عجلة لأُحَرِّمَنَّ عليهم دخولَ الأرضِ المقدَّسةِ، فذلك قولهُ: ﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ ﴾؛ يَتَحَيَّرُونَ؛ ﴿ فِي ٱلأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾.
وَقِيْلَ: إنَّ قولهم لموسَى: ﴿ فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾ كان سُؤَالاً منه الفَرْقَ في الحقيقةِ دون القضاء، وكان دعاؤُه مُنْصَرِفاً إلى الآخرةِ، أي أدْخِلْنَا الجنَّةَ إذا أدخلتَهم النارَ، ولم يَعْنِ بذلك في الدُّنيا؛ لأنه لو عَنَى ذلكَ لأجاب الله تعالى دُعَاءَهُ وأهلكَهم جميعاً؛ لأنَّ دعاءَ الأنبياءِ لا يُرَدُّ من أجلِ أنَّهم يدعونَ بأمرِ الله تعالى. ويقالُ: كان هذا دعاءً راجعاً إلى الدُّنيا، وقد أجابَ اللهُ تعالى دعاءَه؛ لأنَّهُ عاقبَ قومَهُ في التِّيْهِ، ولم يكن موسَى وهارون محبوسَين في التِّيْهِ؛ لأن الأنبياءَ علَيْهِمُ السَّلاَمُ لا يعذبون. قال الحسنُ: (لاَ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ مُوسَى مَعَهُمْ فِيْهَا لاَ حَيّاً وَلاَ مَيِّتاً، ولاَ يجُوزُ إذا عَذبَ اللهُ بنَبيٍّ إلاَّ أنْ يُنَجِّيَ ذلِكَ النَّبيَّ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ). ويقالُ: إنَّ هذا الدُّعاء كان مِن موسى عليه السلام عندَ الغَضَب؛ لأنه عنى به الحقيقة، ألا ترى أنه نَدِمَ على دعائه وجزِعَ من تحريم قرية الجبارين عليهم جزعاً شديداً حتى قيل له: لا تأس على القوم الفاسقين. قوله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً ﴾ أي قال اللهُ تعالى: فإنَّ الأرضَ المقدَّسةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ؛ أي هم مَمْنُوعُونَ من دخولِها أربعينَ سنةً، وأصْلُ التَّحْرِيْمِ الْمَنْعُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ ﴾[القصص: ١٢] وأرادَ: به الْمَنْعَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَتِيهُونَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ أي يَتَحَيَّرُونَ. قال ابنُ عبَّاس: (يَتَحَيَّرُونَ فِي سِتَّةِ فَرَاسِخَ أرْبَعِيْنَ سَنَةً، كَانُوا يَسِيْرُونَ فِي أوَّلِ النَّهَار فَيُمْسُونَ فِي مَكَانِهِمْ، وَيَسِيْرُونَ فِي أوَّلِ اللَّيْلِ، فَتَدُورُ بهِمُ الأَرْضُ فَيُصْبحُونَ فِي مَكَانِهِمْ). قال الحسنُ: (عَمِيَ عَلَيْهِمُ السَّبيْلَ وَأخْفِيَ عَلَيْهِمُ الأعْلاَمُ الَّتِي يَهْتَدُونَ إلَى الطَّرِيْقِِ فَلَمْ يَسْتَطِيْعُوا الْخُرُوجَ مِنْهَا). وذهبَ بعضُهم أنَّ قولَهُ: ﴿ أَرْبَعِينَ سَنَةً ﴾ منصوب بـِ ﴿ يَتِيهُونَ ﴾، قالوا: كانتِ الأرضُ المُقدَّسةُ حراماً على أولئِكَ القومِ الذينَ عَصَوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أبداً، ولم يَبْقَ منهُم أحدٌ بعد أربعين سنةً، إنَّما بَقِيَ يُوشُعُ بنُ نُون وكَالِبُ. وَقِيْلَ: ماتَ من النُّقباءِ العشرةِ الذين فَشَوا الخبرَ وهم ثمانيةٌ، ومعهم سبعُمائة ألفِ مقاتلٍ، فكان كلُّ مَن دخلَ التِّيْهَ مِمَّنْ جاوزَ عشرينَ سنةً ماتَ في التِّيْهِ غيرَ يوشعِ وكالب، ولم يدخُلْ أريْحا ممن قالُوا إنَّا لن ندخُلها، وماتَ موسَى وأخوهُ هارون حين انقضاءِ التِّيْهِ. وَفَاةُ هَارُونَ عليه السلام: قال السُّدِّيُّ: (أوْحَى اللهُ تَعَالَى إلَى مُوسَى: أنِّي مُتَوَفٍّ هَارُونَ فَأْتِ بهِ جَبَلَ كَذا. فَانْطَلَقَ مُوسَى وَهَارُونَ نَحْوَ ذلِكَ الجَبَلِ، فَإذا هُمَا بشَجَرَةٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، فَإذا سَرِيْرٌ عََلَيْهَا فُرُشٌ وَريْحٌ طَيِّبَةٌ، فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ إلَى ذلِكَ أعْجَبَهُ، فَقَالَ: يَا مُوسَى إنِّي أحِبُّ أنْ أنَامَ عَلَى هَذا السَّرِيْرِ، قَالَ لَهُ: نَمْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا نَامَ عَلَيْهِ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ: يَا مُوسَى خَدَعْتَنِي. فَلَمَّا تُوُفِّيَ ذَهَبَ إلَى تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَرُفِعَ السَّرِيْرُ إلَى السَّمَاءِ. فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى عليه السلام إلَى بَنِي إسْرَائِيْلَ وَلَيْسَ مَعَهُ هَارُونُ قَالُوا: فَإنَّ مُوسَى قَتَلَ هَارُونَ وَحَسَدَهُ عَلَى حُب بَنِي إسْرَائِيْلَ. فَقَالَ مُوسَى: وَيْلَكُمْ أفَتَرونِي أقْتُلُ أخِي! فَلَمَّا كَثُرُوا عَلَيْهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ دَعَا، فَنَزَلَ السَّرِيْرُ حَتَّى نَظَرُوا إلَيْهِ فَصَدَّقُوهُ). وقال عُمَرُ بنُ مَيْمُونٍ: (مَاتَ هَارُونُ فِي بَعْضِ الْكُهُوفِ، فَدَفَنَهُ مُوسَى فَرَجَعَ إلَى بَنِي إسْرَائِيْلَ؛ فَقَالُوا: أيْنَ هَارُونُ؟ قَالَ: مَاتَ، قَالُوا: لاَ؛ وَلَكِنَّكَ قَتَلْتَهُ لِحُبنَا إيَّاهُ. فَتَضَرَّعَ مُوسَى إلَى رَبهِ وَشَكَى مَا قَالَ بَنُو إسْرَائِيْلَ، فَأَوْحَى اللهُ إلَيْهِ: انْطَلِقْ بهِمْ إلَى قَبْرِهِ فَأنَا بَاعِثُهُ حَتَّى يُخْبِرَهُمْ بأنَّهُ مَاتَ. فَانْطَلَقَ بهِمْ إلَى قَبْرِ هَارُونَ؛ فَنَادَاهُ: يَا هَارُونُ! فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أنَا قَتَلْتُكَ؟! قَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي مُتُّ، قَالَ: فَعُدْ إلَى مَضْجَعِكَ، وَانْصَرَفَ). وَفَاةُ مُوسَى عليه السلام: قَالَ أبُو هُرَيْرَةَُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إلَى مُوسَى عليه السلام فَقَالَ لَهُ: أجِبْ رَبَّكَ، فَلَطَمَ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا، فَرَجَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ: يَا رَب! إنَّكَ أرْسَلْتَنِي إلَى عَبْدٍ لاَ يُرِيْدُ الْمَوْتَ، فَقَأَ عَيْنِي، فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إلَى عَبْدِي وَقُلْ لَهُ: إنْ كُنْتَ تُرِيْدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْر فَمَا دَارَتْ عَلَيْهِ مِنْ شَعْرَةٍ فَلَكَ بهَا سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ مَاذا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالآنَ مِنْ قَرِيْبٍ، قَالَ: رَب أدْنِينِي مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أنِّي عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إلَى جَانِب الطَّرِيْقِ عِنْدَ الْكَثِيب الأَحْمَرِ "قَالَ محمدُ بنُ يَحْيَى: (قَدْ صَحَّ حَدِيْثُ مَلَكِ الْمَوْتِ وَمُوسَى عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَرُدُّهُ إلاَّ كُلُّ مُبْتَدِعٍ). وفي حديثٍ آخرَ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:" إنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ كَانَ يَأْتِي النَّاسَ عَيَاناً، حَتَّى أتَى مُوسَى عليه السلام لَيَقْبضَهُ فَلَطَمَ فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَجَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ بَعْدَ ذلِكَ خِفْيَةً "وقال وهب: (خَرَجَ مُوسَى لِبَعْضِ حَوَائِجِهِ، فَمَرَّ برَهْطٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يَحْفُرُونَ قَبْراً لَمْ يُرَ أحْسَنَ مِنْهُ نَظْْرَةً وَبَهْجَةً، فَقَالَ: يَا مَلاَئِكَةَ اللهِ لِمَنْ هَذا الْقَبْرُ؟ قَالُوا: لِعَبْدٍ كَرِيْمٍ، فَقَالَ: مَا رَأيْتُ مَضْجِعاً أحْسَنَ مِنْ هَذا! قَالُوا: يَا كَلِيْمَ اللهِ أتُحِبُّ أنْ يَكُونَ لَكَ؟ قَالَ: وَدَدْتُ، قَالُوا: فَانْزِلْ وَاضْطَجِعْ فِيْهِ، فَفَعَلَ ذلِكَ، ثُمَّ تَنَفَّسَ وَقَبَضَ اللهُ رُوحَهُ، ثُمَّ سَوَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ التُّرَابَ). ورويَ: أن يوشعَ رآهُ بعد موتهِ في المنامِ؛ فقال: كيفَ وجدتَ الموتَ؟ قال: كَشَاةٍ تُسلخ وهي حيَّةٌ. وكان عُمْرُ موسَى مائةً وعشرينَ سنة، فلما ماتَ موسَى عليه السلام وكان قد استْخْلَفَ يوشعَ، سارَ يوشعُ بالناسِ حتى انتهوا إلى مدينةِ الجبَّارين وحاصرُوهم. فلما كانَ يومُ الجمُعةِ وكادتِ الشمسُ تغربُ، توضَّأَ يوشعُ وصلَّى ودعا رَبَّهُ وسألَهُ أنْ يُنْجِزَ له ما وعدَهُ. وذكرَ أنَّ الشمسَ تغربُ ليلة السَّبتِ لا يقاتلُ فيها، فَرَدَّ اللهُ الشَّمسَ حتى كانت في مقدار صلاة الظُّهر، فجمعَ يوشعُ بني إسرائيلَ وجعلَ في سِبْطٍ منهم سُوراً فصاحوا سبابيرهم، ودخلُوا مدينةَ أعدائِهم فقتلُوهم حتى أتَى الثمانينَ رَجُلاً من أصحاب يوشع كانوا يقعدونَ على الرَّجُلِ، ويحزُّون رأسَهُ فلا يطيقونَهُ من عِظَمِهِ، وكانَ طولُ كلِّ واحدٍ من الجبَّارين ثَمانين ذِراعاً، وكان موسَى عليه السلام قد قَتَلَ عِوَجَ بْنَ عُنُقٍ قبلَ ذلك، وكان طولهُ ثلاثةً وعشرين ألفَ ذراعٍ وثلاثَمائة وثلاثين ذراعاً وثلُثِ ذراع، قالهُ ابنُ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وكان يحتجز بالسَّحاب ويشربُ منه، ويتناولُ الحوتَ من قرار البحرِ فَيَشْوِيَهُ بعينِ الشَّمسِ ويأكله. يروى أنَّ طوفانَ نُوحٍ عليه السلام غَمَرَ جميعَ جبالِ الدُّنيا وما بَلَغَ إلاّ إلى رُكبتيهِ - وعاش عوجُ ثلاثةَ آلافِ سنة وسبعمائة سنة - وأهلكه اللهُ تعالى على يَدَي موسَى عليه السلام. وسببُ ذلكَ أنه كانت محطَّةُ عسكَرِ موسى عليه السلام فَرْسَخاً في فرسخٍ، فجاء عِوَجُ حتى نَظَرَ إليهم ثم جاءَ الجبلَ وَقَدَّ مِنْهُ صخرةً على قدر العسكرِ، ثم حملَها لِيُطْبقَهَا عليهم، فبعثَ اللهُ طَيْراً حتى قَوَّرَ الصخرةَ بمنقارهِ فأنقبَها فوقعت في عُنُقِ عوجٍ فَطَوَّقتهُ فصرعته، وأقبلَ موسَى عليه السلام وطولهُ عشرةُ أذرعٍ وعصاهُ عشرة، ووَثَبَ عشرة أذرُعٍ إلى جهةِ السَّماء، فما أصابَ إلاّ كَعْبَهُ وهو مصروعٌ في الأرضِ فقتلهُ، وأقبلَ جماعةٌ كثيرة معهم سكاكينُ وخناجرُ حتى حَزُّوا رأسَهُ، وكانت أمُّهُ عُنُقاً، ويقالُ لها: عِنَاقٌ، وكانت إحدَى بناتِ آدمَ عليه السلام وهي أوَّلُ امرأةٍ زنت على وجهِ الأرضِ، وكان كل إصْبَعٍ من أصابعِها طولهُ ثلاثةُ أذرع وعرضُها ذراعين، في كلِّ إصبعٍ ظُفْرَانِ مثل المخلَبين، فلما زَنَتْ بعثَ اللهُ عليها أسوداً كالفيلة، وذُباباً كالإبلِ، ونُموراً كالْحُمُرِ، وسلَّطََهم عليها فَأَكَلُوهَا.