قوله: ﴿ لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ ﴾ أي من النعم اللائقة بهم، وأما ما لا يليق به فلا يخطر ببالهم، فكل إنسان يرضيه الله بما أعطاه، ولا يلتفت إلى عطاء من هو أشرف منه، ولا يخطر بباله سؤاله، وبهذا اندفع ما قيل: إن مقتضى الآية، أن الإنسان يتمنى مراتب الأنبياء في الجنة ويعطاها. قوله: (حال) أي من الهاء في الهم، أو من الواو في ﴿ يَشَآءُونَ ﴾.
قوله: ﴿ كَانَ ﴾ (وعدهم ما ذكر) أشار بذلك إلى أن اسم ﴿ كَانَ ﴾ يعود على الوعد المفهوم من قوله:﴿ وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ ﴾[الفرقان: ١٥].
قوله: (ربنا وآتنا) أي كما قال تعالى حكاية عن دعائهم لأنفسهم وقوله: (ربنا وأدخلهم) أي كما قال تعالى حكاية عن دعاء الملائكة للمؤمنين. قوله: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ ﴾ ظرف مفعول لمحذوف تقديره اذكر، والضمير في نحشرهم للعابدين لغير الله. قوله: (بالنون) أي مع النون في نقول أو الياء، وقوله: (والتحتانية) أي مع التحتانية في يقول، فالقراءات ثلاث سبعيات، خلافاً لما يوهمه المفسر من أنها أربع. قوله: ﴿ وَمَا يَعْبُدُونَ ﴾ معطوف على مفعول ﴿ يَحْشُرُهُمْ ﴾، وأوقع ﴿ مَا ﴾ على العقلاء وهو قليل، وهذا ما يفيده المفسر بالتمثيل، ويصح أن يراد من ﴿ مَا ﴾ العاقل وغيره كالأصنام، وغلب غير العاقل على العقال لكثرته. قوله: (إثباتاً للحجة على العابدين) أي وتبكيتاً لهم، وهو جواب عما يقال: إن الله عالم في الأزل بما ذكر، فما فائدة هذا السؤال. قوله: (بتحقيق الهمزتين) أي مع ادخال ألف بينهما وتركه، فالتحقيق فيه قراءتان، والتسهيل كذلك، والإبدال واحدة، فتكون خمساً، خلافاً لما يوهمه المفسر مع أنها أربع وكلها سبعية، إن قلت على قراءة الإبدال، يلزم عليه التقاء السكانين على غير حده وهو ممنوع. أجيب: بأن محل منعه ما لم يكن مسموعاً، وهذا مسموع من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ هَؤُلاَءِ ﴾ نعت لعبادي، أو عطف بيان أو بدل منه.


الصفحة التالية
Icon