قوله: ﴿ إِلاَّ مَن تَابَ ﴾ استثناء متصل من الضمير في يلق. قوله: ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ ﴾ اسم الإشارة راجع لقوله من تاب. قوله: ﴿ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ أي يمحو ما سبق منهم من المعاصي بسبب التوبة، ويثبت مكانها الطاعات أو نيتها، وفي القرطبي: ولا يبعد في كلام الله تعالى إذا صحت توبة العبد، أن يصنع مكان كل سيئة حسنة. قوله: ﴿ وَمَن تَابَ ﴾ أي عن المعاصي بتركها والندم عليها. قوله: ﴿ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾ أي فعل الطاعات ولو بالنية، كمن فجأه الموت عقب التوبة. قوله: (فيجازيه خيراً) دفع بذلك ما يتوهم اتحاد الشرط والجزاء كأنه قال: من تاب وعمل صالحاً، فإنه يرجع إلى جزاء الله في الآخرة الجزاء الحسن. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ أي لا يحضرونه أو لا يشهدون به. قوله: ﴿ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ ﴾ أي من غير تقصد منهم له. قوله: (وغيره) أي وهو الفعل القبيح. قوله: ﴿ مَرُّوا كِراماً ﴾ أي مكرمين أنفسهم بالغض عن الفواحش. قوله: (بل خروا سامعين) الخ، أشار بذلك إلى أن النفي مسلط على القيد فقط وهو قوله: ﴿ صُمّاً وَعُمْيَاناً ﴾ والمعنى إذا قرئ عليهم القرآن، ذكروا آخرتهم ومعادهم ولم يتغافلوا، حتى يكونوا بمنزلة من لا يسمع ولا يبصرز قوله: ﴿ مِنْ أَزْوَاجِنَا ﴾ ﴿ مِنْ ﴾ للبيان. قوله: (بالجمع والإفراد) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ أي ما يحصل به سرورها. قوله: ﴿ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾ أي اجعلنا هداة يقتدى بنا في مواسم الخيرات والطاعات، بأن تصفي بواطننا من غيرك، حتى يكون حالنا سبباً في هداية الخلق، ولذا قيل: حال رجل في ألف رجل، أنفع من وعظ ألف رجل في رجل ولفظ إمام يستوي فيه الجمع وغيره، فالمطابقة حاصلة. قوله: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾ اسم الإشارة عائد على المتصفين بالأوصاف الثمانية. قوله: ﴿ ٱلْغُرْفَةَ ﴾ اسم جنس أريد به الجمع، والغرفة أعلى منازل الجنة وأفضلها، كما أن الغرفة أعلى مساكن الدنيا. قوله: (بالتشديد) أي ومعناه يعطون، والفاعل الله، وقوله: (والتخفيف) أي فمعناه يجدون، والقرءتان سبعيتان. قوله: ﴿ تَحِيَّةً وَسَلاَماً ﴾ جمع بينهما لأن المراد بالتحية الإكرام بالهدايا والتحف، وبالسلام سلامه تعالى عليهم بالقول، أو سلام الملائكة، أو سلام بعض على بعض. قوله: (الملائكة) أي أو من الله أو من بعضهم لبعض، والمعنى تحييهم الملائكة ويدعون لهم بطول الحياة والسلامة من الآفات، فتحصل أن قوله: ﴿ تَحِيَّةً وَسَلاَماً ﴾ قيل هما بمعنى واحد، وجمع بينهما لاختلاف لفظمها، وقيل متخالفان، فالتحية الإكرام بالهدايا والتحف، والسلام الدعاء، إما من الملائكة، أو من الله، أو من بعضهم لبعض.