قوله: ﴿ فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ ﴾ الخ، قيل لما انتهى موسى ومن معه إلى البحر، هاج البحر فصار يرمي بموج كالجبال، فصار بنو إسرائيل يقولون: أين أمرت، فرعون من خلفنا والبحر أمامنا، وموسى يقول: ههنا، فأوحى الله اليه أن اضرب بعصاك البحر، فإذا الرجال واقف على فرسه، ولم يبتل سرجه ولا لبده. قوله: (اثني عشر فرقاً) أي قطعة بعدد أسباط بني إسرائيل. قوله: (بينها مسالك) أي بين الاثني عشر فرقاً. قوله: (على هيئته) أي وهي انفلاقه اثنتي عشرة فرقة. قوله: (وحزقيل) المذكور في قوله تعالى:﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾[غافر: ٢٨] الخ، وقوله: (ومريم بنت ناموسي) أي كانت عجوزاً تعيش من العمر نحو سبعمائة سنة. قوله: (التي دلت على عظام يوسف عليه السلام) أي وسبب ذلك: أن الله أمر موسى بأخذ يوسف معه إلى الشام حين خروجه من مصر، فسأل عن قبره فلم يعرف إذ ذاك، فدلته عليه هذه العجوز، بعد أن ضمن لها موسى على الله الجنة، وكان يوسف قد دفن في قعر بحر النيل، فحفر عليه موسى وأخرجه وذهب به إلى الشام.- فائدة - قال قيس بن حجاج: لما فتحت مصر، أتى أهلها إلى سيدنا عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر القبط، فقالوا: أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سنة وعادة لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك؟ فقالوا: إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر، عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، أرضينا أبويها وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فقال لهم عمرو: هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام ليهدم ما قبله، فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى، لا يجري قليلاً ولا كثيراً وهموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو بن العاص، كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأعلمه بالقصة، فكتب إليه عمر بن الخطاب: إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني بعثت اليك بطاقة في داخل كتابي، فألقها في النيل إذا أتاك كتابي، فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص، أخذ البطاقة ففتحها، فإذا فيها من عبد الله أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد، فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك، فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك، فألقى البطاقة في النيل قبل الصليب بيوم، فأصبحوا وقد زاد تلك الليلة ستة عشر ذراعاً، وقطع الله تلك السيرة من تلك السنة. قوله: ﴿ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴾ عطف على (اذكر) العامل في قوله:﴿ وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ ﴾[الشعراء: ١٠] الخ، عطف قصة على قصة. قوله: (أي كفار مكة) خصهم بالذكر لأنهم الحاضرون وقت نزول الآية، وإلا فهو خطاب لهم ولمن بعدهم إلى يوم القيامة. قوله: (ويبدل منه) أي بدل مفصل من مجمل: قوله: ﴿ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ ﴿ مَا ﴾ اسم استفهام معمول لتعبدون، والمعنى ما هذا الذي تعبدونه، أي ما حقيقته. قوله: (صرحوا بالفعل) الخ، جواب عما يقال: كان القياس أن يقولوا أصناماً كقوله:﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ ﴾[البقرة: ٢١٩] فأجاب بأنهم صرحوا بالفعل، ليعطفوا عليه ما فيه الافتخار. قوله: (أي نقيم نهاراً على عبادتها) هذا معنى نظل الأصلي، ولكن مقتضى الافتخار، أن يكون معناها ندوم على عبادتها ليلاً ونهاراً. قوله: (زادوه) أي قوله: ﴿ فَنَظَلُّ ﴾ الخ.