قوله: ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً ﴾ مفرع على محذوف تقديره فسمع قولها المذكر فتبسم، وكان سبب ضحكه شيئين: أحدهما ما دل على ظهور رحمته ورحمة جنوده وشفقتهم من قولها وهم لا يشعرون. الثاني سروره بما آتاه الله ما لم يؤت أحداً، من ادراك سمعه ما قالته النملة. قوله: (ابتداء) الخ، فالتبسم انفتاح الفم من غير صوت، والضحك انفتاحه مع صوت خفيف، والقهقهة انفتاحه مع صوت قوي، وهي لا تكون من الأنبياء. قوله: (في هذا السير) أي في خصوص سيره على وادي النمل، وكان هو وجنوده في غير هذا الكان راكبين على البساط وتسير بهم الريح. قوله: ﴿ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ ﴾ إنما ذكر نعمة والديه تكثيراً للنعمة، ليزداد في الشكر عليها. قوله: ﴿ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّالِحِينَ ﴾ على حذف مضاف أي في جملة ﴿ عِبَادِكَ ﴾ وفي بمعنى مع، والمراد الكاملون في الصلاح، لأن الصلاح مقول بالتشكيك، فما من مقام إلا وفوقه أعلى منه، والكامل يقبل الكمال.