قوله: ﴿ نَتْلُواْ عَلَيْكَ ﴾ مفعوله محذوف أي شيئاً، وقوله: ﴿ مِن نَّبَإِ ﴾ صفة لذلك المحذوف، ويصح أن تكون ﴿ مِن ﴾ اسم بمعنى هي المفعول، أو زائدة على مذهب الأخفش، و ﴿ نَّبَإِ ﴾ هو المفعول. قوله: ﴿ بِٱلْحَقِّ ﴾ حال إما من فاعل ﴿ نَتْلُواْ ﴾ أو من مفعوله، والمعنى حال كوننا ملتبسين بالصدق. أو كون الخبر ملتبساً بالصدق. قوله: (لأجلهم) أشار بذلك إلى أن اللام للتعليل، أي إن المقصود بالذكر المؤمنون، لأنهم هم المنتفعون بذلك، قال تعالى:﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾[الإسراء: ٨٢].
قوله: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ ﴾ كلام مستأنف بيان للنبأ. قوله: (تعظم) أي تكبر وافتخر. قوله: ﴿ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ﴾ أي أصنافاً، فجعل الصنائع الشريفة والإمارة للقبط، وجعل الصنائع الخسيسة لبني إسرائيل، من بناء وحرث وحفر وغير ذلك، ومن لم يستعمله ضرب عليه جزية. قوله: ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ ﴾ بدل اشتمال من قوله: ﴿ يَسْتَضْعِفُ ﴾ الخ، وذلك أن بني إسرائيل لما كثروا بمصر، استطالوا على الناس وعملوا المعاصي، فلسط الله عليهم القبط، فاستضعفوهم وذبحوا أبناءهم بأمر فرعون، قيل إنه ذبح سبعين ألفاً، إلى أن نجاهم الله على يد موسى عليه السلام. قوله: ﴿ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ ﴾ أي الراسخين في الفساد. قوله: (بالقتل وغيره) أي كدعوى الألوهية. قوله: ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ ﴾ أي نتفضل عليهم بإنجائهم من بأسه. قوله: (يقتدى بهم) أي بعد أن كانوا أذلاء مسخرين قوله: ﴿ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ أن نملكهم مصر والشام يتصرفون فيها كيف يشاءون. قوله: ﴿ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ ﴾ أي نبصره، و ﴿ فِرْعَوْنَ ﴾ وما عطف عليه مفعول أول، و ﴿ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ ﴾ مفعول ثاني. قوله: (وفي قراءة) أي وعليها فلها مفعول واحد فقط وهو قوله: ﴿ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ ﴾ وعلى هذه فتجب إمالة الراء إمالة محضة. قوله: (ورفع الأسماء الثلاثة) أي على الفاعلية. قوله: ﴿ مِنْهُمْ ﴾ أي المستضعفين. قوله: (يخافون من الموت) الخ، أي وقد حصل ما خافوه، حين أتتهم معجزات موسى عليه السلام، وحين أدركهم الغرق.


الصفحة التالية
Icon