قوله: ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ﴾ أي على موسى. قوله: ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ هو ظرف مبني على الضم لحذف المضاف إليه ونية معناه. قوله:(أي منعناه) أشار بذلك إلى أن المراد من التحريم لازمة وهو المنع، لأن الصبي ليس من أهل التكليف. قوله: (من المراضع المحضرة) أي التي أحضرها فرعون. قوله: ﴿ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ أي مخلصون في العمل من شوائب الفساد. قوله: (حنوهم عليه) أي عطفهم وميلهم إليه. قوله: (وغيره) أي كالتربية وإصلاح الحال. قوله: (فقيل ثديها) أي بعد أن مكث عندهم ثمانية أيام لا يقبل ثدي مرضعة أصلاً، قيل إن هامان لما سمع قولها ﴿ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ قال إنها لتعرفه وأهله، فخذوها واحبسوها حتى تخبر بحاله، فقالت: إنما أردت وهم له أي للملك ناصحون، فأمرها فرعون بأن تأتي بمن يكفله، فأتت بأم موسى وهو على يد فرعون يبكي طالباً الرضاع، وهو يعلله شفقة عليه، فلما وحد ريحها استأنس والتقم ثديها، فقال لها: من أنت منه، فقد أبى كل ثدي إلا ثديك؟ فقالت: إني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن، لا أكاد أوتى بصبي إلا قبلني، فدفعه إليها وقال لها: أقيمي عندنا لإرضاعه، فقالت: لا أقدر على فراق بيتي، فإن رضيتم أرضعته في بيتي، وإلا فلا حاجة لي فيه، وأظهرت الزهد فيه نفياً للتهمة عنها، فرضوا بذلك، فرجعت إلى بيتها من يومها، ولم يبق أحد من آل فرعون إلا أهدى إليها وأتحفها بالذهب والجواهر.