قوله: ﴿ فَجَآءَتْهُ ﴾ الخ، عطف على ما قدره المفسر بقوله: (فرجعتا) الخ. قوله: ﴿ تَمْشِي ﴾ حال من فاعل جاء، وقوله: ﴿ عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ ﴾ حال من الضمير في ﴿ تَمْشِي ﴾، والاستحياء هو الحياء بالمد، وهو حالة تعتري الشخص، تحمله على تجنب الرذائل. قوله: (كمّ درعها) أي قميصها. قوله: (منكراً في نفسه أخذ الأجرة) أي فلم يكن قصده بالإجابة أخذ الأجرة، بل للتبرك بأبيها. قوله: (وهو شعيب) هذا هو الصحيح، وقيل هو يثرون ابن أخي شعيب، وكان شعيب قد مات، وقيل هو رجل ممن آمن بشعيب، وشعيب هو ابن متبعون بن عنفاش بن مدين بن إبراهيم عليه السلام. قوله: (وهي المرسلة) أي وهي التي تزوجها موسى عليه السلام. قوله: ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَئْجَرْتَ ﴾ تعليل للأمر بالاستئجار. قوله: (فسألها عنهما) أي بأن قال لها: وما أعلمك قوته وأمانته. قوله: (وزيادة) أي على ما ذكرته من القوة والأمانة، وقد يقال إن هذا من جملة الأمانة فلا زيادة. قوله: (صوب رأسه) أي خفضه. قوله: (فرغب في إنكاحه) أي رغب شعيب في إنكاحه ابنته. قوله: ﴿ هَاتَيْنِ ﴾ استفيد منه أنه كان له غيرهما، قيل كان له سبع بنات. قوله: ﴿ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ﴾ حال من الفاعل أو المفعول، ومفعول ﴿ تَأْجُرَنِي ﴾ محذوف، والمعنى تأجرني بنفسك، وقوله: ﴿ ثَمَانِيَ حِجَجٍ ﴾ ظرف له. قوله: ﴿ فَمِنْ عِندِكَ ﴾ (التمام) قدره إشارة إلى أن قوله: ﴿ فَمِنْ عِندِكَ ﴾ خبر لمحذوف والتقدير فالتمام من عندك تفضلاً، لا إلزاماً. قوله: (للتبرك) أي فالاستثناء للتبرك والتفويض إلى توفيقه تعالى لا للتعليق، لأن صلاحه محقق. قوله: ﴿ ذَلِكَ ﴾ اسم الإشارة مبتدأ، و ﴿ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ﴾ خبره، والمعنى ذلك الذي وقع منك وعاهدتني عليه، ثابت بيننا جميعاً، لا يخرج عنه واحد منا، ويصح أن يكون ذلك مفعول لمحذوف أي قبلت ذلك، وقوله: ﴿ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ﴾ الخ، حال من اسم الإشارة، والمعنى قبلت ذلك العقد حال كونه كائناً بيني وبينك، لم يكن علينا شهيد إلا الله. قوله: ﴿ أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ ﴾ أي شرطية، وجوابها فلا عدوان علي، وما زائدة كما قال المفسر. قوله: (الثمان أو العشر) بالنصب تفسير لأي. قوله: (فتم العقد) أي عقد النكاح والإجارة. إن قلت: إن الذي وقع من شعيب وعد، والنكاح لا يكون إلا بصيغة إبرام، وأيضاً لم يبين المنكوحة، وأيضاً الصداق ليست ثمرته عائدة عليها. وأجيب بجوابين: الأول أن هذا كان في شرعه جائز. الثاني أنه يمكن تنزيله على شرعنا، بأنه قصد بالوعد إنشاء الصيغة، وقد وقع من موسى القبول بقوله: ﴿ ذَلِكَ ﴾ وبأنه يمكن أنه بيّن المنكوحة بإشارة مثلاً، وأن الغنم يمكن أن يكون بعضها مملوكا لها، فثمرة الرعي عائدة عليها، قوله: (فوقع في يدها عصا آدم) قيل إنه أودعها ملك في صورة رجل عند شعيب، فأمر ابنته أن تأتيه بعصا، فأتته بها فردها سبع مرات، فمل يقع في يدها غيرها، فدفعها إليه ثم ندم لأنها وديعة عنده، فتبعه فاختصما فيها ورضيا أن يحكم بينهما أول طالع، فأتاهما الملك فقال ألقياها، فمن رفعها فهي له، فعالجها الشيخ فلم يطقها، فرفعها موسى عليه السلام فكانت له. قوله: (من آس الجنة) أي وتوارثها الأنبياء بعد آدم، فصارت منه إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، حتى وصلت لشعيب، وكان لايأخذها غير نبي إلا أكلته. قوله: (وهو المظنون به) أي وإن لم يصرح القرآن به لكمال مروءته، فالمعول عليه أنه وفى العشر.


الصفحة التالية
Icon