قوله: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ ﴾ الخ، لما بين حال المؤمنين والكافرين فيما تقدم، بيّن هنا حال المنافقين وهم من أظهروا الإسلام وأخفوا الكفر، و ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ مَن يِقُولُ ﴾ مبتدأ مؤخر، وقوله: ﴿ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ ﴾ الخ، مقول القول. قوله: ﴿ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ ﴾ أي آذاه الكفار على إظهار الإيمان. قوله: ﴿ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ ﴾ أي لم يصبر على الأذى، بل ترك الدين الحق، والتشبيه من حيث إن عذاب الله مانع للمؤمنين من الكفر، فكذلك المنافقون جعلوا أذاهم مانعاً من الإيمان، وكان يمكنهم الصبر على الأذى إلى حد الإكراه، وتكون قلوبهم مطمئنة بالإيمان. قوله: (فيطيعهم) أي ظاهراً وباطناً، وأما المكره فقط أطاع ظاهراً لا باطناً، والمؤاخذة مرجعها للقلب، قوله: (والواو) الخ، عطف على نون الرفع مسلط عليه قوله: (حذف منه). قوله: (لالتقاء الساكنين) أي ولوجود الضمة دليلاً عليها. قوله: ﴿ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ﴾ (في الإيمان) أي وإن الذي وقع منا، إنما هو على سبيل الإكراه. قوله: (أي بعالم) أشار بذلك إلى أن التفضيل في صفات الله وأسمائه ليس مراداً. قوله: ﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ الخ، أي ليظهر متعلق علمه للناس، فيفتضح المنافق، ويظهر شرف المؤمنين الخالص. قوله: (إن كانت) أي فرض حصولها، وإلا فهم ليسوا مسلمين أن في أتباعهم خطايا. قوله: (والأمر بمعنى الخبر) أي فالمعنى ليكن منكم الاتباع ومنا الحمل. قوله: ﴿ وَأَثْقَالاً ﴾ أي لأن الدال على الشركين كفاعله، من غير أن ينقص من وزر الاتباع شيء قوله: ﴿ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ أي يختلفون من الأباطيل التي من جملتها قوله: (اتبعوا سبيلنا) الخ.