قوله: ﴿ وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ ﴾ ﴿ أَن ﴾ زائدة للتوكيد. قوله: (حزن بسببهم) أشار بذلك إلى أن الباء في بهم سببية. قوله: ﴿ ذَرْعاً ﴾ تمييز محول عن الفاعل أي ضاق ذرعه، وقوله: (صدراً) تفسير لحاصل المعنى، وإلا فالذرع معناه الطاقة والقوة. قوله: (بالتشديد والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (على محف الكاف) أي وهو النصب على أنها مفعول منجو. قوله: (عذاباً) قيل هو حجارة، وقيل نار، وقيل خسف، وعليه فالمراد بكونه من السماء أن الحكم به من السماء. قوله: (هي آثار خرابها) وقيل هي الحجارة التي أهلكوا بها، أبقاها الله عز وجل حتى أدركتها أوائل هذه الأمة، وقيل هي ظهور الماء الأسود على وجه الأرض. قوله: ﴿ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ متعلق بتركنا أو بينة، وخصهم لأنهم المنتفعون بالاتعاظ بها. قوله: ﴿ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ ﴾ متعلق بمحذوف معطوف على (أرسلنا) في قصة نوح. قوله: ﴿ أَخَاهُمْ شُعَيْباً ﴾ أي لأنه من ذرية مدين بن إبراهيم الذي هو أبو القبيلة، فكما هو منسوب لمدين هم كذلك. قوله: ﴿ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾ أي وحدوه. قوله: ﴿ وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ﴾ يصح أن يبقى الرجاء على معناه، ويكون المعنى ارجوا رحمة الله في اليوم الآخر، ويصح أن يكون بمعنى خافوا، والمعنى خافوا عقاب الله في اليوم الآخر، واليه يشير المفسر بقوله: (اخشوه). قوله: (من عثي بكسر المثلثة) أي من باب تعب، ويصح أن يكون من باب قال. قوله: ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾.
إن قلت: مقتضى الظاهر أن يقال: فلم يمتثلوا أوامره، لأن التكذيب إنما يكون في الإخبار. أجيب: بأن ما ذكره من الأمر والنهي متضمن للخبر، كأنه قيل: الله واحد فاعبدوه، والحشر كائن فارجوه، والفساد محرم فاجتنبوه، فالتكذيب راجع إلى الإخبار. قوله: ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ ﴾ أي الزلزلة التي نشأت من صيحة جبريل عليهم، وتقدم في هود:﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ ﴾[الحجر: ٧٣] ولا منافاة بين الموضعين، فإن سبب الرجفة الصيحة، والرجفة سبب في هلاكهم، فتارة يضاف الأخذ للسبب، وتارة لسبب السبب.