قوله: ﴿ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ أي اشكروه على تلك النعم التي أسداها إليكم. قوله: (بإسكانكم) إلخ، أشار بذلك إلى أن النعمة بمعنى الإنعام، ويصح أن تكون بمعنى المنعم به. قوله: (وخالق مبتدأ) أي مرفوع بضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. قوله: (بالجر والرفع) أي فهما قراءتان سبعيتان، وقوله: (لفظاً أو محلاً) لف ونشر مرتب، وفي بعض النسخ بتقديم الرفع، فيكون ألفاً ونشراً مشوشاً، وقرئ شذوذاً بالنصب على الاستثناء. قوله: (والاستفهام للتقرير) أي والتوبيخ. قوله: (أي لا خالق رازق غيره) هذا حل معنى لا حل إعراب، وإلا لقال: لا خالق غيره رازق لكم. قوله: ﴿ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ كلام مستأنف لتقرير النفي المتقدم. قوله: ﴿ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴾ من الإفك بالفتح وهو الصرف، وبابه ضرب، ومنه قوله تعالى:﴿ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا ﴾[الأحقاف: ٢٢] وأما الإفك بالكسر فهو الكذب. قوله: (من أين تصرفون عن توحيده) أي كيف تعبدون غيره. مع أنه ليس في ذلك الغير وصف يقتضي عبادته من دون الله. قوله: ﴿ وَإِن يُكَذِّبُوكَ ﴾ أي يدوموا على تكذيبك، وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم. قوله: (فاصير كما صبروا) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف، والمعنى فتأسى بمن قبلك ولا تحزن. قوله: (فيجازي المكذبين) أي بإدخالهم النار، وقوله: (وينصر المرسلين) أي بقبول شفاعتهم وإدخالهم دار الكرامة. قوله: (وغيره) أي كالحساب والعقاب. قوله: ﴿ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا ﴾ المراد نهيهم عن الاغترار بها، والمعنى فلا تغتروا بالدنيا، فيذهلكم التمتع بها عن طلب الآخرة والسعي لها. قوله: (في حلمه) أي بسببه، والمعنى لا تجعلوا حلمه وامهاله سبباً في اتباعكم الشيطان. قوله: ﴿ ٱلْغَرُورُ ﴾ هو بالفتح في قراءة العامة كالصبور والشكور، وقرئ شذوذاً بضمها، إما جمع غار كقاعد وقعود، أو مصدر كالجلوس.


الصفحة التالية
Icon