قوله: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ ﴾ هذا مثل المؤمن والكافر، وقوله: (شديد العذوبة) أي يكسر وهج العطش، وقوله: ﴿ سَآئِغٌ ﴾ أي يسهل الحرارة. قوله: (شربه) إنما فسر الشراب بالشرب، لأن الشراب هو المشروب، فيلزم إضافة الشيء لنفسه. قوله: ﴿ أُجَاجٌ ﴾ أي يحرق الحلق بملوحته. قوله: ﴿ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ ﴾ إلخ، يحتمل أنه استطراد لبيان صفة البحرين وما فيهما من المنافع، والمثل قد تم بما قبله وهو الأظهر، وقيل: هو من تمام التمثيل، يعني أنهما وإن اشتركا في بعض الأوصاف، لا يستويان في جميعها كالبحرين، فإنهما وإن اشتركا في بعض المنافع، لا يستويان في جميعها. قوله: (وهو السمك) المراد به حيوانات البحر كلها، فيجوز أكلها. قوله: (وقيل منهما) أي ووجهه أن في البحر الملح عيوناً عذبة تمتزج بالملح، فيخرج اللؤلؤ منهما عند الامتزاج. قوله: (والمرجان) هو عروق حمر، تطلع من البحر كأصابع الكف، وقيل: هو صغار اللؤلؤ. قوله: ﴿ لِتَبْتَغُواْ ﴾ متعلق بمواخر. قوله: (بالتجارة) أي وغيرها كالغزو والحج. قوله: (على ذلك) أي على ما أسداه إليك من تلك النعم. قوله: ﴿ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ ﴾ أي فيطول النهار، حتى يصير من طلوع الشمس لغروبها، أربع عشرة ساعة كأيام الصيف، وقوله: ﴿ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ ﴾ أي فيطول الليل، حتى يكون من الغروب للطلوع أربع عشرة ساعة كأيام الشتاء، فالدائر بين الليل والنهار أربع ساعات، تارة تكون في الليل وتارة تكون في النهار. قوله: ﴿ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ﴾ معطوف على ﴿ يُولِجُ ﴾ وعبر بالمضارع في جانب الليل والنهار، لأن إيلاج أحدها في الآخر يتجدد كل عام، وأما الشمس والقمر، فتسخيرهما من يوم خلقهما الله، فلا تجدد فيه، وإنما التجدد في آثارهما، فلذا عبر في جانبهما بالماضي. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ ﴾ إلخ، هذا من جملة الأدلة على انفراده تعالى بالألوهية. قوله: (لفافة النواة) بكسر اللام، وهي القشرة الرقيقة الملتفة على النواة. واعلم أن النواة أربعة أشياء، ويضرب بها المثل في القلة: الفتيل: وهو ما في شق النواة، والقطمير: وهو اللفافة، والنقير: وهو ما في ظهرها، والثفروق: وهو ما بين القمع والنواة. قوله: (ما أجابوكم) أي يجلب نفع، ولا دفع ضر. قوله: (بإشراككم إياهم) أشار بذلك إلى أن المصدر مضاف للفاعل قوله: (أي يتبرؤون منكم) أي بقولهم:﴿ مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴾[القصص: ٦٣].
قوله: ﴿ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ أي لا يخبرك أحد مثلي، لأني عالم بالأشياء وغيري لا يعلمها، وهذا الخطاب يحتمل أن يكون عاماً غير مختص بأحد، ويحتمل أن يكون خطاباً له صلى الله عليه وسلم.