قوله: ﴿ وَٱلْقَمَرَ ﴾ اختلف فيه، هل لكل شهر قمر جديد؟ أو هو قمر واحد لكل شهر؟ فقال الرملي من أئمة الشافعية: إن لكل شهر قمراً جديداً، ولكن المتبادر من كلام الحكماء ومن غالب الأحاديث أنه متحد. قوله: (بالرفع) أي على مبتدأ خبره ﴿ قَدَّرْنَاهُ ﴾.
قوله: (والنصب يفسره ما بعده) أي فهو من باب الاشتغال. قوله: (من حيث سيره) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ مَنَازِلَ ﴾ ظرف لقوله: ﴿ قَدَّرْنَاهُ ﴾ والتقدير قدرناه سيره في منازل، ويصح جعله حالاً على حذف مضاف، والتقدير ذا منازل. قوله: (أي كعود الشماريخ) جمع شمراخ، وهو عيدان العنقود الذي عليه الرطب. قوله: (إذا عتق) من باب ظرف وقعد. قوله: (فإنه يدق ويتقوس ويصغر) أي فوجه الشبه فيه مركب من ثلاثة أشياء. قوله: ﴿ لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ ﴾ أي بحيث تأتي في وسط الليل، لأن ذلك يخل بتلوين النبات ونفع الحيوان، ويفسد النظام، ولم يقل سبحانه وتعالى: ولا القمر يدرك الشمس، لأن سير القمر أسرع، لأنه يقطع الفلك في شهر، والشمس لا تقطع فلكها في سنة، فالشمس قطعاً لا تدرك القمر، والقمر قد يدرك الشمس في سيرها، ولكن لا سلطنة له. قوله: ﴿ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ ﴾ أي لا يأتي الليل في أثناء النهار قبل أن ينقضي، كأن يأتي في وقت الظهر مثلاً. قوله: ﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ قال ابن عباس: يدورون في فلكة كفلكة المغزل. قوله: (والنجوم) أي المدلول عليها بذكر الشمس والقمر. قوله: (نزلوا منزلة العقلاء) أي حيث عبر عنهم بضمير جمع الذكور، والذي سوغ ذلك، وصفهم بالسباحة التي هي من أوصاف العقلاء. قوله: ﴿ وَآيَةٌ لَّهُمْ ﴾ خبر مقدم ﴿ أَنَّا حَمَلْنَا ﴾ في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر، أي حملنا ذريتهم في الفلك، آية دالة على باهر قدرتنا. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (أي آباءهم الأصول) أشار بذلك إلى أن لفظ الذرية، كما يطلق على الفروع، يطلق على الأصول، لأنه من الذرء وهو الخلق، فاندفع ما يقال: إن الذي حمل في سفينة نوح، أصول أهل مكة لا فروعهم، وهذا أوضح ما قررت به هذه الآية. قوله: (المملوء) أي لأن نوحاً جعله ثلاث طبقات: السفلى وضع فيها السباع والهوام، والوسطى فيها الدواب والأنعام، والعليا وضع فيها الآدميين والطير.


الصفحة التالية
Icon