قوله: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ ﴾ في الهمزة التقريران السابقان، وهما كونهما مقدمة من تأخير، أو عاطفة على محذوف؛ والتقدير: أعمي ولم ير؟ قوله: (وهو العاصي بن وائل) وقيل: نزلت في أبي بن خلف الجمحي، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. قوله: ﴿ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ﴾ أي قذرة خسيسة؛ والمقصود التعجب من جهله، حيث تصدى لمخاصمة العزيز الجبار، ولم يتفكر في بدء خلقه، وأنه من نطفة. قوله: ﴿ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾ عطف على جملة النفي. قوله: (في نفي البعث) متعلق بخصيم. قوله: ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً ﴾ أي أورد كلاماً عجيباً في الغرابة كالمثل، حيث قاس قدرتنا على قدرة الخلق. قوله: ﴿ وَنَسِيَ خَلْقَهُ ﴾ أي ذهل عنه، وهذا عطف على ﴿ ضَرَبَ ﴾ داخل حيز الإنكار، وإضافة خلق للضمير، من إضافة المصدر لمفعوله، أي خلق الله إياه. قوله: ﴿ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ ﴾ إلخ بيان لضرب المثل. قوله: (ولم يقل بالتاء) إلخ، أشار بذلك إلى سؤال حاصله أن فعيلاً بمعنى فاعل، يفرق بين المذكر والمؤنث بالتاء، فكان مقتضى القاعدة أن يقال رميمة، فأجاب المفسر: بأن محل ذلك إذا لم تغلب عليه الاسمية، فإذا صار اسماً بالغلبة لما بلي من العظام، فلا تلحقه التاء في مؤنثه. قوله: (فقال صلى الله عليه وسلم: نعم ويدخلك النار) أخذ من هذا، أنه مقطوع بكفره وخلوده في النار، وزيادة ذلك في الجواب، لأنه متعنت لا متفهم، وجزاء المتعنت المنكر، أن يجاب بما يكره، وبضد ما يترقب، ويسمى عند علماء البلاغة الأسلوب الحكيم. قوله: ﴿ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ ﴾ أي أوجدها من العدم. قوله: ﴿ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾ أي بكيفية خلقها، وبأجزاء الأشخاص تفصيلاً. قوله: ﴿ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم ﴾ إلخ، بدل من الموصول قبله. (في جملة الناس) أشار بذلك إلى أنه مخصصاً بالكفار، بل لجميع الخلق. قوله: (المرخ) بفتح الميم وسكون الراء وبالخاء المعجمة، شجر سريع القدح، وقوله: (والعفار) بفتح العين المهملة، بعدها فاء مفتوحة فألف فراء، وكيفية إيقاد النار منهما، أن يجعل العفار كالزند، يضرب به على المرخ، وقيل: يؤخذ منهما غصنان خضراوان، ويسحق المرخ على العفار، فتخرج منهما النار بإذن الله. قوله: (أو كل شجر) أي وقد شوهد في بعضه كالبرسيم، إذا وضع بعضه على بعض وهو أخضر مدة، فإنه يحرق نفسه وما حوله. قوله: (إلا العناب) أي ولذلك تؤخذ منه مطارق القصارين. قوله: (والخشب) بفتحتين وضمتين أو ضم فسكون.