قوله: ﴿ طَلْعُهَا ﴾ الطلع في الأصل، اسم لثمر النخل أول بروزه، فتسميه طلعاً تهكم بهم. قوله: (أي الحياة القبيحة المنظر) أي ووجه الشبه الشناعة والسم في كل، وما مشى عليه المفسر أحد أقوال ثلاثة، وقيل: شبه طلعها برؤوس الشياطين حقيقة، ووجه الشبه القباحة ونفور النفس من كل، لكن يرد عليه أنه تشبيه بغير معلوم للمخاطبين، وأجيب: بأن الشيطان وإن كان غير معلوم في الخارج، فهو معروف في الأذهان والخيالات، كالغول فإنه مرسوم في خيال كل أحد بصورة قبيحة، وقيل: الشياطين شجر في البادية معروف للمخاطبين. قوله: (لشدة جوعهم) أي ولقهرهم على الأكل منها زيادة في عذابهم. قوله: ﴿ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا ﴾ أي على ما يأكلونه منها، إذا شبعوا وغلبهم العطش. قوله: ﴿ لَشَوْباً ﴾ بفتح الشين في قراءة العامة مصدر على أصله، وقرئ شذوذاً بضم الشين اسم بمعنى المشوب. قوله: (يفيد أنهم يخرجون منها) هذا أحد قولين، والآخر هو قول الجمهور، أنهم لا يخرجون أصلاً، لقوله تعالى:﴿ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ﴾[المائدة: ٣٧] وحينئذ فالمعنى أنه ينوع عذابهم وهم في النار، فتارة يكون عذابهم بأكل الزقوم، وتارة بشرب الحميم، وتارة بالزمهرير، وغير ذلك من أنواع العذاب، فإذا كانوا مشغولين بأكل الزقوم وفرغوا منه، يردون إلى الاشتغال بعذاب غيره، والحال أنهم في النار لا يخرجون منها، ويمكن التوفيق بين القولين، بأن يحمل القول بأن خارجها، وعلى أنه في محل خارج عن المحل الذي يعذبونه فيه، وليس المراد أنه خارج النار بالكلية، لمعارضته صريح النص؛ فيخرجون إلى ذلك المحل للأكل والشرب، ثم يردون إلى محل العذاب الذي كانوا فيه أولاً. قوله: ﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ﴾ هذا تعليل لاستحقاقهم العذاب، والمعنى: أن سبب استحقاقهم للعذاب، تقليد آبائهم في الضلال، في غير شيء يتمسكون به سوى التقليد. قوله: ﴿ يُهْرَعُونَ ﴾ أي من غير تأمل ولا تدبر. قوله: ﴿ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ ﴾ إلخ اللام فيه وفيما بعده وفيما بعده موطئة لقسم حذوف، وكل من الجملتين سبق لتسليته صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ فَٱنظُرْ ﴾ خطاب للنبي أو لكل من يتأتى منه النظر. قوله: ﴿ إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ﴾ استثناء منقطع، لأن ما قبله وعيد، وهم لم يدخلوا فيه. قوله: (لاخلاصهم في العبادة) أي على قراءة كسر اللام. قوله: (على قراءة فتح اللام) أي والقراءتان سبعيتان.