قوله: ﴿ وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾ عطف على ما قبله أيضاً، عطف قصة على قصة. قوله: (اذكر) ﴿ إِذْ نَجَّيْنَاهُ ﴾ إلخ، قدر المفسر (اذكر) إشارة إلى أن الظرف متعلق بمحذوف، ولم يجعله متعلقاً بقوله: ﴿ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾ لأنه يوهم أنه قبل النجاة لم يكن رسولاً، مع أنه رسول قبل النجاة وبعدها. قوله: ﴿ وَأَهْلَهُ ﴾ المراد بهم بنتاه. قوله: ﴿ إِلاَّ عَجُوزاً ﴾ هي امرأته. قوله: (أي وقت الصباح) بيان لمعناه في الأصل، وقوله: (يعني بالنهار) بيان للمراد منه، وقوله: ﴿ بِٱلَّيلِ ﴾ عطف على ﴿ مُّصْبِحِينَ ﴾ وهو حال أخرى. قوله: ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والفاء عاطفة عليه، والتقدير: أتشاهدون ذلك فلا تعقلون؟قوله: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾ هو ابن متى، وهو ابن العجوز التي نزل عليها الياس، فاستخفى عندها من قومه ستة أشهر، ويونس صبي يرضع، وكانت أم يونس تخدمه بنفسها وتؤانسه، ولا تدخر عنه كرامة تقدر عليها، ثم إن الياس أذن له في السياحة فلحق بالجبال، ومات يونس ابن المرأة، فخرجت في أثر الياس، تطوف وراءه في الجبال حتى وجدته، فسألته أن يدعو الله لها، لعله يحيي لها ولدها، فجاء الياس إلى الصبي بعد أربعة عشر يوماً مضت من موته، فتوضأ وصلى ودعا الله، فأحيا الله تعالى يونس بن متى بدعوة الياس عليه السلام، وأرسل الله يونس إلى أهل نينوى من أرض الموصل، وكانوا يعبدون الأصنام.


الصفحة التالية
Icon