قوله: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ ﴾ عطف على محذوف قدره المفسر بقوله: (فاغتسل) إلخ. قوله: (من مات من أولاده) أي وكانوا ثلاثة ذكور وثلاث إناث، وقيل كل صنف سبع. قوله: (ورزقه مثلهم) أي: من زوجته وزيد في شبابها، واسمها، قيل رحمة بنت أفراثيم بن يوسف، وقيل ليا بنت يعقوب. قوله ﴿ رَحْمَةً ﴾ إلخ، مفعول لأجله، أي لأجل رحمتنا إياه، وليتذكر بحاله أولو الألباب. قوله: ﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً ﴾ عطف على محذوف قدره المفس بعد بقوله: (وكان قد حلف) إلخ. قوله: (هو حزمة) أي ملء الكف. قوله: (لإبطائها عليه يوماً) واختلف في سبب بطئها المتسبب عنه حلفه، فقيل: إن الشيطان تمثل في طريقها في صورة حكيم يداوي المرضى، فمرت عليه فوجدت الناس منكبين عليه، فقالت له: عندي مريض، فقال: أداويه على أنه إذا برئ قال أنت شفيتني، ولا أريد جزاء سواه، قالت: نعم، فأشارت على أيوب بذلك، فحلف ليضربنها وقال: ويحك ذلك الشيطان، وقيل: إنها باعت دوائبها برغيفين، حين لك تجد شيئاً تحمله إلى أيوب، وكان ايوب يتعلق بها إذا أردا القيام، فلهذا حلف ليضربنها، وقيل غير ذلك. قوله: ﴿ وَلاَ تَحْنَثْ ﴾ أي لا تقع في يمينك بحيث تلزمك كفارته، وهذا الحكم من خصوصيات أيوب رفقاً بزوجته، وأما في شرعنا فلا يبر إلا بضرب المائة، وضربه بأعواد مجتمعة لا يعد واحدة منها، إلا إذا حصل منه ألم الضربة المنفردة. قوله: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً ﴾ أي علمناه، والمعنى أظهرنا صبره للناس. قوله: (أيوب) تفسير للمخصوص بالدح. قوله: ﴿ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ ﴾ إلخ، اذكر صبرهم على ما امتحنوا به. قوله: ﴿ أُوْلِي ٱلأَيْدِي ﴾ العامة على ثبوت الياء، وهو جمع يد، فكنى بذلك عن الأعمال، لأن أكثر الأعمال إنما يزاول بها، وقيل: المراد بالأيدي النعم، وفسرها المفسر بالقوة في العبادة، وكلها معان متقاربة، وقرئ شذوذاً بحذف الياء تخفيفاً. قوله: ﴿ إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ ﴾ تعليل لما وصفوا به من شرف العبودية وعلو الرتبة بالعلم والعمل. قوله: ﴿ بِخَالِصَةٍ ﴾ صفة لموصوف محذوف تقديره بخصلة خالصة. قوله: (هي) ﴿ ذِكْرَى ٱلدَّارِ ﴾ جعلها المفسر خبر المحذوف. قوله: (وفي قراءة) إلخ، مقابل لما قدره المفسر، وهما قراءتان سبعيتان، فعلى القراءة الأولى يكون ﴿ ذِكْرَى ﴾ مرفوعاً على إضمار مبتدأ، وعلى الثاني يكون مجروراً بالإضافة، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف المحذوفة، والإضافة بيانية كما قال المفسر.


الصفحة التالية
Icon