قوله: ﴿ أَتَّخَذْنَاهُمْ ﴾ إما بوصل الهمز مكسورة، أو قطعها مفتوحة، قراءتان سبعيتان، فعلى الأولى تكون الجملة صفة لرجالاً، أي رجالاً موصوفين بكوننا عددناهم من الأشرار، وبكوننا نسخر بهم في الدنيا، وعلى الثانية فالجملة استفهامية، حذفت همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام عنها، والمعنى: ما لنا لا نرى رجالاً موصوفين، بكوننا عددناهم من الأشرار اتخذناهم سخرياً، فهم مفقودون من النار، أم زاغت عنهم الأبصار، أي هم معنا في النار، لكن زاغت أبصارنا عنهم فلم نرهم. قوله: (بضم السين وكسرها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (أي كنا نسخر بهم) راجع لقراءة الوصل. قوله: (والياء للنسب) أي على كل من القراءتين. قوله: ﴿ أَمْ زَاغَتْ ﴾ على قراءة الوصل تكون ﴿ أَمْ ﴾ بمعنى بل، وعلى قراءة القطع تكون معادلة للهمزة. قوله: (وهم فقراء المسلمين) تفسير لقوله: ﴿ رِجَالاً ﴾.
قوله: (وسلمان) المناسب اسقاطه، لأن الكلام في أهل مكة، وهو إنما أسلم في المدينة. قوله: ﴿ إِنَّ ذَلِكَ ﴾ أي المحكي عنهم من أقوالهم وأحوالهم. قوله: (وهو) ﴿ تَخَاصُمُ ﴾ أشار بذلك إلى أن ﴿ تَخَاصُمُ ﴾ خبر لمحذوف، والجملة بيان لاسم الإشارة قوله: ﴿ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ ﴾ أي لا ساحر ولا شاعر ولا كاهن، واقتصر على الإنذار لأن كلامه مع الكفار، وهم إنما يناسبهم الإنذار فقط، وإن كان مبشراً أيضاً. قوله: ﴿ ٱلْوَاحِدُ ﴾ أي المعدوم المثيل في ذاته وصفاته وأفعاله، وقد ذكر أوصافاً خمسة، كل واحد منها يدل على انفراده تعالى بالألوهية. قوله: ﴿ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ أي مالكهما. قوله: ﴿ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴾ كرر الأمر إشارة إلى الاهتمام به. قوله: (أي القرآن) تفسير لهو. قوله: (بما يعلم) أي من القصص والأخبار وغيرهما. قوله: (وهو) أي ما لا يعلم إلا بوحي، وفيه أن ما لا يعلم إلا بوحي، وهو قوله:﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ﴾[ص: ٧١] إلخ، لا قوله: ﴿ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ ﴾ إلخ، إلا أن يقال إنه ذكر توطئة وتمهيداً لما لا يعلم إلا بالوحي. قوله: (أي الملائكة) أي وإبليس. قوله: ﴿ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ منصوب إما بعلم أو بمحذوف، والتقدير: ما كان لي من علم بالملأ الأعلى وقت اختصامهم، أو ما طان لي من علم بكلام الملأ الأعلى وقت اختصامهم.