قوله: ﴿ فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴾ إلخ، فإن قلت: إذا كان الرجم بمعنى الطرد، فاللعنة بمعناه ولزم التكرار. أجيب: بأن الرجم الطرد من الجنة أو السماء، واللعنة والطرد من الرحمة وهو أبلغ. قوله: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِيۤ ﴾ ذكرها هنا بالإضافة وفي غيرها بالتعريف تفنناً. قوله: ﴿ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ ﴾ فإن قلت: كلمة ﴿ إِلَىٰ ﴾ لانتهاء الغاية، فتقتضي انقضاء اللعنة عند مجيء يوم الدين، مع أنها لا تنقطع. أجيب: أن اللعنة قبل يوم الدين من الله وعيد بخلوده في العذاب، ومن العبيد طلب ذلك، وفي يوم الدين تحقق الوعيد والمطلوب. قوله: ﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِيۤ ﴾ أي أمهلني وأخرني، والفاء متعلقة بمحذوف تقديرها إذ جعلتني رجيماً فأمهلني ولا تمتني إلى يوم يبعثون، أي آدم وذريته، وأراد بذلك أن يجد فسحة لإغوائهم، ويأخذ منهم ثأره، وينجو من الموت بالكلية، إذ لا موت بع البعث. فأجابه الله تعالى بالإمهال مدة الدنيا لأجل الإغواء، لا بالنجاة من الموت. قوله: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ ﴾ الباء للقسم، ولا ينافيه قوله تعالى في الآية الأخرى﴿ قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي ﴾[الأعراف: ١٦] فإن إغواء الله تعالى له من آثار عزته التي أقسم بها هنا. قولهك (بنصبهما ورفع الأول) إلخ، أي فالقراءتان سبعيتان. قوله: (وجواب القسم) أي المذكور في بعض الأعاريب المتقدمة أو المحذوفة.