قوله: ﴿ ضُرٌّ ﴾ المراد به حميع المكاره، كانت في نفسه أو ماله أو أهله. قوله: ﴿ مُنِيباً إِلَيْهِ ﴾ أي تاركاً عبادة الأصنام، لعلمه بأنها لا تقدر على كشف ما نزل به. قوله: (أعطاه إنعاماً) أي إعطاء على سبيل الإنعام والإحسان، فإنعاماً مفعول لأجله، لأن التحويل هو إعطاء النعم على سبيل التفضل والإحسان من غير مقتض لها. قوله: (وهو الله) أشار بذلك إلى أن ﴿ مَا ﴾ موصولة، بمعنى الذي مراداً بها الله تعالى، ويصح أن يراد بها الضر، والمعنى نسي الضر الذي كان يدعو لكشفه، ويصح أن يكون ﴿ مَا ﴾ مصدرية، والمعنى نسي كونه داعياً من قبل تحويل النعمة، والأزهر ما قاله المفسر. قوله: ﴿ لِّيُضِلَّ ﴾ اللام للعاقبة والصيرورة. قوله: (بفتح الياء وضمها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ ﴾ الأمر للتهديد، وفيه إشعار بقنوطه من التمتع في الآخرة. قوله: (بقية أجلك) أشار بذلك إلى أن ﴿ قَلِيلاً ﴾ صفة لموصوف محذوف، أي زماناً قيلاً. قوله: ﴿ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ ﴾ أي ملازمها ومعدود من أهلها على الدوام. قوله: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ﴾ هذا من تمام الكلام المأمور بقوله، وحينئذ فالمعنى قل للكافر ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ﴾ إلخ. قوله: (كمن هو عاص). قوله: ﴿ مِنْ ﴾ جمع إنى بالكسر والقصر، كمعى وامعاء. قوله: (ساعاته) أي أوله وأوسطه وآخره، وفي الآية دليل على أفضلية قيام الليل على النهار، لما في الحديث:" ما زال جبريل يوصيني بقيام الليل حتى علمت أن خيار أمتي لا ينامون "قال ابن عباس: من أحب أن يهون الله عليه الوقوف يوم القيامة، فليره الله في ظلمة الليل. قوله: (وفي قراءة أمن) أي بالتشديد، وعليها فأم داخلة على من الموصولة، فأدغمت الميم في الميم، وترسم على هذه القراءة ميماً واحدة متصلة بالنون كقراءة التخفيف، اتباعاً لرسم المصحف والإعراب على كل من القراءتين واحد لا يتغير، وقوله: (بمعنى بل) أي التي للإضراب الانتقالي، وقوله (والهمزة) أي التي للاستفهام الإنكاري، والقراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ ﴾ أي وهم المؤمنون بربهم، وقوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أي وهم الكفار. قوله: (أي لا يستويان) أشار به إلى أن الاستفهام انكاري بمعنى النفي. قوله: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ ﴾ أي أصحاب القلوب الصافية والآراء السديدة، وخصهم لأنهم المنتفعون بالتذكر.


الصفحة التالية
Icon