قوله: ﴿ وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ المراد بالأرض: الأرض الجديدة المبدلة التي يحشر الناس عليها. قوله: (حين يتجلى) أي حين يكشف الحجاب عن الخلائق فيرونه حقيقة لما في الحديث:" سترون ربكم لا تمارون فيه كما لا تمارون في الشمس في اليوم الصحو "وهذا النور يخلقه الله تعالى فتضيء به الأرض، وليس من نور الشمس والقمر، وهو مخصوص بمن يرى الله تعالى في القيامة وهم المؤمنون. قوله: ﴿ وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ ﴾ أي أعطي كل واحد من الخلائق كتابه بيمينه أو شماله. قوله: ﴿ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ ﴾ أي وذلك أن الله تعالى يجمع الخلائق الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم يقول لكفار الأمم: ألم يأتكم نذير؟ فينكرون ويقولون: ما جاءنا من نذير، فيسأل الله تعالى الأنبياء عن ذلك فيقولون: أرسلت إلينا رسولاً، وأنزلت علينا كتاباً، أخبرتنا فيه بتبليغ الرسل، وأنت صادق فيما أخبرت، ثم يؤتى بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأله الله تعالى الأنبياء عن ذلك فيقولون: كذبوا قد بلغناهم، فيسألهم البينة وهو أعلم بهم إقامة للحجة فيقولون: أمة محمد تشهد لنا، فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون لهم أنهم قد بلغوا، فتقول الأمم الماضية: من أين علموا، وإنما كانوا بعدنا؟ فيسأل هذه الأمة فيقولون: أرسلت إلينا رسولاً، وأنزلت علينا كتاباً، أخبرتنا فيه بتبليغ الرسل، وأنت صادق فيما أخبرت، ثم يؤتى بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأله الله تعالى عن أمته، فيزكيهم ويشهد بصدقهم. قوله: (أي العدل) أي بالنسبة للكافرين، وأما المؤمنون فحكمه فيهم بالفضل. قوله: (أي جزاءه) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله: (أي عالم) أشار بذلك إلى أن اسم التفضيل ليس على بابه، إذ لا مشاركة بين القديم والحادث. قوله: (فلا يحتاج إلى شاهد) أي لأنه عالم بمقادير أفعالهم وكيفياتها، وإنما الشهود وكتابة الأعمال لحكم عظيمة، منها إقامة الحجة على من عائد، وقد أشار صاحب الجوهرة لهذا بقوله: والعرش والكرسي ثم القلم   والكاتبون اللوح كل حكملا لاحتياج وبها الإيمان   يجب عليك أيها الإنسان


الصفحة التالية
Icon