قوله: ﴿ مُدْبِرِينَ ﴾ (عن موقف الحساب إلى النار) أي لأنهم إذا سمعوا زفير النار أدبروا هاربين، فلا يأتوا قطراً من الأقطار، إلا وجدوا الملائكة صفوفاً، فيرجعوا إلى مكانهم. قوله: ﴿ مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ ﴾ الجملة حالية، وقوله: ﴿ مِنْ عَاصِمٍ ﴾ مبتدأ، و ﴿ مِنْ ﴾ زائدة، و ﴿ مِّنَ ٱللَّهِ ﴾ متعلق بعاصم. قوله: ﴿ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ بإثبات الياء وحذفها في الوقف وبحذفها في الوصل مع حذفها في الخط على كل شيء. قوله: ﴿ وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ ﴾ الخ، المتبادر أنه من كلام الرجل المؤمن، وقيل من كلام موسى. قوله: (عمر إلى زمن موسى) هذا القول لم يوافقه عليه أحد من المفسرين، لأن بين يوسف وموسى أربعمائة سنة، فالصواب أن يقول، عمر إلى زمن فرعون، فإن فرعون أدركه، وعمر إلى أن أدرك موسى، وعمر بوزن فرح ونصر وضرب وهو لازم، ويتعدى بالتضعيف. قوله: (أو يوسف بن إبراهيم) أي فيوسف هذا سبط يوسف بن يعقوب، أرسله الله إلى القبط، فأقام فيهم عشرين سنة نبياً. قوله: ﴿ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ ﴾ أي فما زالت أصولكم. قوله: (فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره) أتى بهذا دفعاً لما يتبادر من ظاهر الآية، أنهم كانوا مؤمنين بيوسف، وندموا على فراقه، بل كانوا كفاراً به، وانقيادهم له خوفاً من سطوته بهم، وطمعاً في جاهه الدنيوي. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ ﴾ الخ، من كلام الرجل المؤمن، وقيل ابتداء كلام من الله تعالى. قوله: ﴿ أَتَاهُمْ ﴾ صفة لسلطان. قوله: (خبر المبتدأ)، هذا أحسن الأعاريب في هذا المقام، وقوله: ﴿ مَقْتاً ﴾ تمييز محول عن الفاعل، أي كبر مقت جدالهم، و ﴿ عِندَ ﴾ ظرف لكبر، مقت الله أياهم سخطه وانزال العذاب بهم. قوله: (مثل إضلالهم) المناسب أن يقول: مثل ذلك الطبع. (بتنوين قلب ودونه) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (ومتى تكبر القلب) الخ بذلك على التوفيق بين القراءتين، لأنه يلزم من اتصاف القلب بالكبر، اتصاف الشخص به، لأن القلب سلطان الأعضاء، فمتى فسد فسدت. قوله: (لعموم الضلال جميع القلب) أي جميع أجزائه، فلم يبق فيه محل يقبل الهدى، وهذا على خلاف القاعدة في ﴿ كُـلِّ ﴾ فإن قاعدتها أنها دخلت على معرفة مفردة، تكون لعموم الأجزاء، وهنا قد دخلت على النكرة المفردة، فكان حقها أن تكون لعموم الأفراد، وإنما أريد هذا المعنى، وإن كان مخالفاً للقاعدة، للمبالغة في وصول الضلال لقلوبهم وتمكنه منها.


الصفحة التالية
Icon