قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ ﴾ الخ، بيان لتفصيل أن جدالهم ناشئ من الحقد الذي في صدورهم، وفيما تقدم بين عاقبة جدالهم، وما أعد لهم في نظيره. قوله: ﴿ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ﴾ وصف كاشف، إذ يستحيل المجادلة في آيات الله بسلطان. قوله: ﴿ إِن فِي صُدُورِهِمْ ﴾ خبر ﴿ إِن ﴾.
قوله: ﴿ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ ﴾ هذا وعد حسن من الله تعالى، بأن المتكبر لا يبلغ ما أمله بكبره، وإنما يجعل كيده في نحره. قوله: ﴿ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ ﴾ أي تحصن بالله من كيدهم، والتجيء إليه في دفع مكرهم. قوله: ﴿ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ ﴾ تعليل لما قبله. قوله: ﴿ لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾ الخ، أي سبعاً طباقاً على هذا الوجه المشاهد. قوله: (ابتداء) أي من غير سبق مثال). قوله: ﴿ أَكْـبَرُ ﴾ أعظم بحسب العادة، وإلا فالكل بالنسبة إليه تعالى، لا تفاوت فيها بين الصغير والكبير، بدءاً وإعادة. قوله: ﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أي والأقل يعلمه وهو من آمن. قوله: بدءاً وإعادة. قوله: (فهم كالأعمى) الخ. هذا نتيجة ما قبله، وهو دخول على قوله: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ ﴾ الخ. قوله: ﴿ وَ ﴾ (لا) ﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾، الخ، راجع للبصير، وقوله: ﴿ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ ﴾ راجع لقوله: ﴿ ٱلأَعْـمَىٰ ﴾ على سبيل اللف والنشر المشوش، وهو من أنواع البلاغة. قوله: (فيه زيادة لا) أي للتوكيد لطول الكلام بالصلة. قوله: ﴿ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ ﴿ قَلِيـلاً ﴾ صفة لموصوف محذوف مفعول مطلق، أي يتذكرون تذكراً قليلاً، و ﴿ مَّا ﴾ زائدة لتوكيد القلة. قوله: (بالياء والتاء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (أي تذكرهم قليلاً) و ﴿ لاَّ رَيْبَ فِيهَا ﴾ زائدة لتوكيد القلة. قوله: (أي تذكرهم قليلاً) هكذا بالنصب على الحال، والخبر محذوف، والتقدير يحصل حال كونه قليلاً. قوله: ﴿ لاَّ رَيْبَ فِيهَا ﴾ أي لوضوح الأدلة على حصولها. قوله: ﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ (بها) أي جحداً وعناداً، والأقل يؤمنون لقيام الدليل العقلي والشرعي، على أنه تعالى قادر على كل شيء، وأخبر على ألسنة رسله أنه كما بدأنا يعيدنا، فلو جوز تخلفه للزم، إما كذب خبره تعالى أو عجزه، وكلاهما محال تنزه الله عنه.


الصفحة التالية
Icon