قوله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ ﴾ خبر مقدم و ﴿ إِنَّ ﴾ وما دخلت عليه، في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر، والتقدير: ومن آياته رؤيتك الأرض، وهو الذل والتقاصر. قوله: ﴿ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ﴾ أي تحركت حركة عظيمة شديدة بسرعة، وارتفع ترابها وعلا، فالآية باقية على أصلها خلافاً لمن قال: إن فيها قلباً، والتقدير ربت واهتزت. قوله: ﴿ لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ ﴾ أي يبعثهم. قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا ﴾ أي يميلون عن الاستقامة في الدين، ويطعنون في آياتنا بالتحريف واللغو والأكاذيب. قوله: (من ألحد ولحد) أشار بذلك إلى أن هنا قراءتين سبعيتين وهما ضم الياء وكسر الحاء من ألحد رباعياً، وفتح الياء والحاء من لحد ثلاثياً، من باب نفع، والإلحاد الميل والعدول، ومنه اللحد في القبر، لأنه أميل إلى ناحية منه. قوله: (فنجازيهم) أي بأعمالهم. قوله: ﴿ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً ﴾ عدل عن مقتضى الظاهر حيث لم يقل: أم من يدخل الجنة، تصريحاً بحصول الأمن لهم؛ وانتفاء الخوف عنهم. قوله: (تهديد لهم) أي للكفار، وزيادة مسرة للمؤمنين. قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ إلخ، خبر ﴿ إِنَّ ﴾ محذوف قدره المفسر بقوله: (نجازيهم) وهو أحد أعاريب وهو أسهلها، وقيل: إنه جملة لا ياتيه الباطل، إلخ، والعائد محذوف، والتقدير: لا يأتيه الباطل منهم، والمعنى لا يبلغون مرادهم فيه، بل هو محفوظ منهم، وقيل: إن الخبر قوله ما يقال لك، إلخ، والعائد محذوف ما يقال لك في شأنهم، وقيل غير ذلك. قوله: ﴿ لَمَّا جَآءَهُمْ ﴾ ظرف لقوله: ﴿ كَفَرُواْ ﴾.
قوله: ﴿ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴾ الجملة حالية من الذكر والمعنى، والتقدير: كفروا بالقرآن حين جاءهم، والحال أنه كتاب يرد المعارض ويقهره، قال البوصيري: كم جدلت كلمات الله من جدل   فيه وكم خصم البرهان من خصمقوله: (منيع) فعيل بمعنى فاعل، أي مانع المعارض عن الخوض فيه، ويصح أن يفسر العزيز بعديم المثال. قوله: (أي ليس قبله كتاب يكذبه) إلخ، أي لا يتطرق إليه الباطل من جهة من الجهات، بل جميع ما فيه صدق مطابق للواقع، ليس بعده كتاب أصلاً، وليس قبله ما تقدح فيه، وفي كلام المفسر لف ونشر مشوش، فقوله: (ليس قبله) رادجع للخلق، وقوله: (ولا بعده) راجع لما بين يديه. قوله: ﴿ مِّنْ حَكِيمٍ ﴾ الحكيم هو الذي يضع الشيء في محله.


الصفحة التالية
Icon