قوله: ﴿ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾ أي من جنسكم، وقوله: ﴿ أَزْوَاجاً ﴾ أي نساء. قوله: (حيث خلق حواء من ضلع آدم) أي اليسرى وهو نائم، فلما استيقظ ورآها، سكن ومال إليها، ومد يده إليها، فقالت الملائكة: مه يا آدم، قال: لم وقد خلقها الله لي؟ فقالوا: حتى تؤدي مهرها، قال: وما مهرها؟ قالوا: حتى تصلي على محمد ثلاث مرات، وفي رواية: لما رام القرب منها، طلبت منه المهر، فقال: يا رب وما أعطيها؟ فقال: يا آدم صل على حبيبي محمد بن عبد الله عشرين مرة، فلما فعل ما أمر به، خطب الله له خطبة النكاح ثم قال: اشهدوا يا ملائكتي وحملة عرشي، أني زوجت أمتي حواء من عبدي آدم، والضلع بوزن عنب وحمل، فالضاد مكسورة، واللام إما مفتوحة أو ساكنة، وفعله ضلع من باب تعب اعوج، ومن باب نفع مال عن الحق. قوله: ﴿ وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً ﴾ أي أصنافاً. قوله: (أي يكثركم بسببه) أشار بذلك إلى أن في السببية، والضمير في ﴿ فِيهِ ﴾ عائد على (الجعل) المأخوذ من جعل. قوله: (والضمير للأناسي) أي وهو الكاف في ﴿ يَذْرَؤُكُمْ ﴾.
قوله: (بالتغليب) جواب عما يقال: كيف جمع بين العاقل وغيره في ضمير واحد؟ فكان مقتضى الظاهر أنه يقال: يذرؤكم ويذرؤها. قوله: (الكاف زائدة) أي للتأكيد، وهذا أحد أجوبة عن سؤال مقدر، وهو أن ظاهر الآية يوهم بثبوت المثل له تعالى وهو محال، لأنه يصير التقدير: ليس مثل مثله شيء، فنفى المماثلة عن مثله، فثبت أن له مثلاً، ولا مثل له، وأيضاً يلزم عليه التناقض، لأنه إذا كان له مثل، فلمثله مثل، وهو هو، مع أن إثبات المثل له تعالى محال، فأجاب المفسر بأن الكاف زائدة، والتقدير: ليس مثله شيء، وهذا الجواب أسهل الأجوبة في هذا المقام. وأجيب أيضاً: بأن مثل زائدة، ورد بأن زيادة الأسماء غير جائزة أيضاً، يلزم عند دخول الكاف على الضمير، وهو لا يجوز إلا في الشعر. وأجيب أيضاً: بأن المثل بمعنى الصفة، وحينئذ فالتقدير ليس مثل صفته شيء. وأجيب أيضاً: بأن الكاف أصلية، والكلام من قبيل الكناية كقولهم: مثلك لا يبخل، وليس لأخي زيد أخ، ففي المماثلة عن المثل مبالغة في نفيها عنه، لأن العرب تقيم المثل مقام النفس. قوله: ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ جمع مقلاد، أو مقليد، أو أقليد. قوله: (من المطر) إلخ، بيان للخزائن، وقوله: (وغيرهما) أي كالجواهر المستخرجة من الأرض. قوله: ﴿ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ تعليل ما قبله.


الصفحة التالية
Icon