قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا ﴾ أي فلا يشفقون منها، وقوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا ﴾ أي فلا يستعجلون بها، ففي الآية احتباك حيث حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر. قوله: ﴿ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ ﴾ أي كائنة وحاصلة لا محالة. قوله: ﴿ فَي ٱلسَّاعَةِ ﴾ أي في إتيانها. قوله: ﴿ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ﴾ أي عن الاهتداء. قوله: ﴿ ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾ أي حفيّ بهم، وقيل: بارّ فيهم، وقيل: رفيق بهم، وقيل: معناه لطيف بهم في العرض والمحاسبة، وقيل: يلطف بهم في الرزق من وجهين: أحدهما أنه جعل رزقك من الطيبات، والثاني أنه لم يدفعه اليك مرة واحدة فتبذره، وقيل اللطيف من إذا لجأ إليه أحد من عباده قبله وأقبل عليه، وفي الحديث:" إن الله تعالى يطلع على القبور الدوارس، فيقول الله عز وجل: انمحقت آثارهم، واضمحلت صورهم، وبقي عليهم العذاب، وأنا اللطيف، وأنا أرحم الراحمين خففوا عنهم "وقيل: اللطيف الذي ينشر من عباده المناقب، ويستر عليهم المثالب، ومنه حديث:" يا من أظهر الجميل وستر القبيح "، وقيل: هو الذي يقبل القليل، ويبذل الجزيل، وقيل: هو الذي يعين على الخدمة، ويكثر المدحة، وقيل: هو الذي يجبر الكسير وييسر العسير، وقيل: هو الذي لا يخاف إلا عدله، ولا يرجى إلا فضله، وقيل: هو الذي يعين على الخدمة، ويكثر المدحة، وقيل: هو الذي لا يعاجل من عصاه، ولا يخيب من رجاه، وقيل: هو الذي لا يرد سائله، ولا يؤيس آمله، وقيل: هو الذي لا يعاجل من عصاه، ولا يخيب من رجاه، وقيل: هو الذي لا يرد سائله، ولا يؤيس آمله، وقيل: هو الذي يعفو عمن يهفو، وقيل: هو الذي يرحم من لا يرحم نفسه، وقيل: هو الذي أوقد في أسرار العارفين من المشاهدة سراجاً، وجعل لهم الصراط المستقيم منهاجاً، وأجزل لهم من سحائب بره ماء ثجاجاً، وبالجملة فهذا الاسم جامع لمعاني الأسماء الجمالية، فينبغي للعاقل الإكثار من ذكره، سيما إذا قصد بذكره رضا ربه، فإن له السعادة دنيا وأخرى، ويكفي همومها لما ورد: اعمل لوجه واحد، يكفك كل الأوجه. قوله: (من كل منهم) بيان لمن، والمعنى: أن الذي يشاء رزقه هو كل منهم.


الصفحة التالية
Icon