قوله: ﴿ بَلْ مَتَّعْتُ هَـٰؤُلاَءِ ﴾ إضراب انتقالي للتوبيخ والتقريع على ما حصل منهم من عدم الاتباع، واسم الإشارة عائد على المشركين الكائنين في زمنه صلى الله عليه وسلم. قوله: (ولم أعاجلهم بالعقوبة) أي بل أعطيتهم نعماً عظيمة وحرماً آمناً، يجبى إيه ثمرات كل شيء، فلم يشكروا بل ازدادوا طغياناً، فأمهلتهم ولم أعجل لهم الانتقام. قوله: ﴿ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ ﴾ غاية لمحذوف، والتقدير بل متعت هؤلاء، فاشتغلوا بذلك التمتع حتى جاءهم. قوله: ﴿ وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ ﴾ إلخ هذا من جملة شبههم الفاسدة التي بنوا عليها إنكار نبوته صلى الله عليه وسلم، وذلك أنهم قالوا: أن الرسالة منصب شريف، لا يليق إلا برجل شريف، وهذا صدق، غير أنهم غلطوا في دعواهم أن الرجل الشريف هو الذي يكون كثير المال والجاه، ومحمد ليس كذلك، فلا تليق به رسالة الله، وليس كذلك، بل العبرة بتعظيم الله، لا بالمال والجاه، فليس كل عظيم المال والجاه معظماً عند الله تعالى. قوله: (من أية منهما) أي من أحدى القريتين. قوله: (أي الوليد بن المغيرة) أي وقد استمر كافراً حتى هلك. قوله: (وعروة بن مسعود) أي وقد هداه الله للإسلام، فأسلم وحسن إسلامه، وكان النبي عليه الصلاة والسلام، يشبه عيسى ابن مريم عليه السلام، به رضى الله تعالى عنه.