قوله: ﴿ فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ ﴾ أي من عند مرسله الذي يدعي أنه الملك حقيقة. قوله: (استفز فرعون) ﴿ قَوْمَهُ ﴾ المعنى: استخف فرعون عقول قومه، فألقي عليهم تلك الشبه الواهية اتي أثبت بها ألوهية نفسه وكذب موسى فأطاعوه. قوله: ﴿ فَلَمَّآ آسَفُونَا ﴾ أصله أأسفونا بهمزتين، أبدلت الثانية ألفاً. قوله: (أغضبونا) أي حيث بالغوا في العناد والعصيان. قوله: ﴿ ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾ أي عاقبناهم. قوله: ﴿ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ تفسير للانتقام، وقد أهلكوا بجنس ما تكبروا به، ففيه إشارة إلى أن من افتخر بشيء وتعزز به غير الله أهلكه به. قوله: ﴿ وَمَثَلاً ﴾ معطوف على ﴿ سَلَفاً ﴾ والمراد بالآخرين المتأخرون في الزمان، وهي الأمة المحمدية. قوله: ﴿ وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ﴾ سبب نزولها أنه لما نزل قوله تعالى:﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾[الأنبياء: ٩٨] الآية، قال عبد الله بن الزعبري وكان قبل أن يسلم: أهذا لنا ولآلهتنا، أم لجميع الأمم؟ فقال رسول الله: هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم، فقال: قد خصمتك ورب الكعبة، أليست النصارى يعبدون المسيح؟ واليهود يعبدون عزيراً؟ وبنو مليح يعبدون الملائكة؟ فإن كان هؤلاء في النار، فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم، فسكن انتظاراً للوحي، فظنوا أنه ألزم الحجة، فضحكوا وارتفعت أصواتهم، إذ علمت ذلك تعلم الاقتصار الواقع من المفسر في القصة. قوله: ﴿ إِذَا قَوْمُكَ ﴾ فجائية، والمعنى: فاجأ ضرب المثل صدودهم وفرحهم. قوله: ﴿ يَصِدُّونَ ﴾ بضم الصاد وكسرها من باب ضرب ورد قراءتان سبعيتان. قوله: (فرحوا بما سمعوا) أي إن محمداً صار مغلوباً بهذا الجدال. قوله: ﴿ وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ ﴾ إلخ، تفصيل لجدالهم، والمعنى أنهم قالوا: أآلهتنا خير عندك أن عيسى؟ فإن كان في النار فلتكن آلهتنا معه. وقوله: ﴿ ءَأَ ٰلِهَتُنَا ﴾ بتحقيق الهمزتين أو تسهيل الثانية، بغير إدخال ألف بينهما، فهما قراءتان سبعيتان فقط، وقرئ شذوذاً بهمزة واحدة بعدها ألف على لفظ الخبر. قوله: (فَتَرْضَى أَنْ تَكُونْ) إلخ، هذا تفريغ على الشق الثاني. قوله: ﴿ إِلاَّ جَدَلاً ﴾ مفعول من أجله، أي لأجل الجدل والمراء. قوله: (لعلهم أن ما) أي الوقعة في قوله تعالى:﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ﴾[الأنبياء: ٩٨] وعلمهم ذلك لكون القرآن نزل بلغتهم ولغة العرب، أن ما تكون لغير العاقل، ومن للعاقل.