قوله: ﴿ فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ﴾ أي تفرقوا من بين من بعث إليهم من اليهود والنصارى. قوله: (أهو الله) هذه مقالة فرقة من النصارى تسمى اليعقوبية. قوله: (أو ابن الله) هذا قول فرقة منهم أيضاً تسمى المرقوسية. قوله: (أو ثالث ثلاثة) هذا قول فرقة منهم أيضاً تسمى الملكانية، وقالت فرقة: إنه عبد الله ورسوله، وإنما كفرت ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم وقالت اليهود: إنه ليس بنبي فإنه ابن زنا؛ لعنهم الله. قوله: (كلمة عذاب) أي كلمة معناها الذعاب وهو مبتدأ، وقوله: ﴿ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ خبره. قوله: (أي كفار مكة) هذا توعد لهم بالعذاب، إثر بيان فرحهم بجعل المسيح مثلاً. قوله: ﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ الجملة حالية. قوله: (على المعصية) أي وعليه فيكون الاستثناء منقطعاً، ويصح أن المراد بالإخلاء الأحباب مطلقاً، فيكون الاستثناء متصلاً. قوله: (متعلق بقوله) ﴿ بَعْضُهُمْ ﴾ أي والفصل بالمبتدأ لا يضر. قوله: (فإنهم أصدقاء) أي ويشفعون لبعضهم ويتوددون، كما كانوا في الدنيا. قوله: (ويقال لهم) أي تشريفاً وتطييباً لقلوبهم، ورد أنه ينادي مناد في العرصات ﴿ يٰعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ ﴾، فيرفع أهل العرصة رؤوسهم، فيقول المنادي: ﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ ﴾، فينكس أهل الأديان رؤوسهم غير المسلمين. قوله: ﴿ يٰعِبَادِ ﴾ الإضافة للتشريف والتكريم، والياء إما ساكنة أو مفتوحة أو محذوفة، ثلاث قراءات سبعيات، وقد ناداهم الله تعالى بأربعة أمور: الأول نفي الخوف، والثاني نفي الحزن، والثالث الأمر بدخول الجنة، والرابع البشارة بالسرور في قوله: ﴿ تُحْبَرُونَ ﴾.
قوله: ﴿ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ﴾ بالرفع والتنوين في قراءة العامة، وهو مبتدأ، و ﴿ عَلَيْكُمُ ﴾ خبره، وقرئ شذوذاً بالضم والفتح دون تنوين. قوله: ﴿ وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ ﴾ أي مخلصين في أمر الدين. قوله: (زوجاتكم) أي المؤمنات. قوله: (تسرون) أي يظهر أثره على وجوهكم. قوله: (بقصاع) جمع قصعة وهي الإناء الذي يشبع العشرة، وأكبر منها الجفنة، والصحفة ما يشبع الخمسة، والمأكلة ما يشبع الرجلين أو الثلاثة، ورد أنه يطوف على أدنى أهل الجنة، منزلة سبعون ألف غلام، بسبعين ألف صحفة من ذهب، يغدى عليه بها في كل واحدة منها لون ليس له في صاحبتها، يأكل من آخرها كما ياكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يأكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها، لا يشبه بعضه بعضاً. قوله: (جمع كوب) أي كعود وأعواد. قوله: (لا عروة له) أي ليس له محل يمسك منه. قوله: (ليشرب الشارب من حيث شاء) أي لأن العروة تمنع من بعض الجهات، وروي أنهم يؤتون بالطعام والشراب، فإذا كان في آخر ذلك، أتوا بالشراب الطهور، فتنضمر لذلك بطونهم، وتفيض عرقاً من جلودهم أطيب من ريح المسك، قال تعالى:﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ﴾[الإنسان: ٢١].
قوله: ﴿ وَفِيهَا ﴾ أي الجنة. قوله: ﴿ مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ ﴾ أي من الأشياء المعقولة والمسموعة والمنظورة والملموسة والمذوقة والمشمومة، روي" أن رجلاً قال: يا رسول الله أفي الجنة خيل؟ فإني أحب الخيل. فقال: إن يدخلك الله الجنة، فلا تشاء أن تركب فرساً من ياقوتة حمراء، فتعير لك في أي الجنة شئت إلا فعلت، فقال أعرابي: يا رسول الله في الجنة إبل؟ فإني أحب الإبل. فقال: يا أعرابي إن أدخلك الله الجنة، أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك "وتشتهي: بهاء واحدة اثنتين بينهما الياء، قراءتان سبعيتان. قوله: (تلذذاً) أي بطعامها وشرابها، لا عن عطش. قوله: (نظراً) أي وأعظمه النظر إلى وجه الله الكريم.