قوله: ﴿ وَآتَيْنَاهُم ﴾ أي بني إسرائيل في التوراة، والمعنى: بينا لهم فيه أمر الشريعة، وأمر محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم يؤمنون به إن ظهر بينهم، كما أشار له المفسر. قوله: ﴿ ٱخْتَلَفُوۤاْ ﴾ (في بعثته) إلخ، أي وقد كانوا قبل ذلك متفقين، فلما جاءهم العلم والشرع في كتابهم اختلفوا، وكان مقتضاه أن يدوم لهم الاتفاق. قوله: ﴿ يَقْضِي بِيْنَهُمْ ﴾ أي بالمؤاخذة والمجازاة. قوله: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ ﴾ الكاف مفعول أو لجعلنا، و ﴿ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ ﴾ هو المفعول الثاني، والشريعة تطلق على مورد الناس من الماء على المذهب والملة، والمراد هما ما شرعه الله لعباده من الدين، سمي شريعة لأنه يقصد ويلجأ إليه، كما يلجأ إلى الماء من العطش. قوله: ﴿ مِّنَ ٱلأَمْرِ ﴾ يطلق على مقابل النهي وعلى الشأن، ويصح إرادة كل منهما هنا، والمعنى: ثم جعلناك على طريقة الدين، وهي ملة الإسلام التي كان عليها إبراهيم، ولا شك أن الله تعالى لم يغاير بين الشرائع في التوحيد والمكارم والمصالح، وإنما التغاير في الفروع. قوله: ﴿ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أي وهم رؤساء قريش حيث قالوا: ارجع إلى دين آبائك، فإنهم كانوا أفضل منك وأسن. قوله: ﴿ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ ﴾ تعليل لما قبله، وقوله: ﴿ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ عطف على ما قبله من تتمة التعليل. قوله: ﴿ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ﴾ أي في الدنيا، والأولى لهم في الآخرة يزيل عنهم العقابز قوله: ﴿ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾ أي في الدنيا والآخرة، لأنهم اتقوا الشرك. قوله: ﴿ هَـٰذَا بَصَائِرُ ﴾ مبتدأ وخبر، وجمع الخبر باعتبار أن المبتدأ مشار به إلى ما تقدم من الآيات، ولا شك أنه جمع. قوله: (معالم) جمع معلم، وهو في الأصل الأثر الذي يستدل به على الطريق، والمراد هنا أن تلك الآيات تبصر الناس في الأحكام وتدلهم عليها. قوله: ﴿ وَهُدًى ﴾ أي من الضلالة. قوله: ﴿ وَرَحْمَةٌ ﴾ أي إحساناً. قوله: ﴿ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ أي يطلبون اليقين، وأما الكفار فهو وبال وخسران عليهم.