قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ أي صدقوا بقلوبهم ونطقوا بألسنتهم. وقوله: ﴿ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾ العطف يقتضي المغايرة، فاستفيد منه أن العمل الصالح، ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، بل هو شرط كمال، كما هو مختار الأشاعرة. قوله: ﴿ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ ﴾ الخ، عطف خاص على عام، والنكتة تعظيمه والاعتناء بشأنه، إشارة إلى أن الإيمان لا يتم بدونه، ولذا أكده بقوله: ﴿ وَهُوَ ٱلْحَقُّ ﴾ أي الثابت الذي ينسخ غيره، وهو لا ينسخ. قوله: ﴿ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ﴾ جملة معترضة سيقت لبيان المنزل. قوله: (غفر لهم) ﴿ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ أي محاها من صحف الملائكة. قوله: ﴿ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ البال يطلق على الحال والشأن والأمر، وكلها بمعنى واحد، والمعنى: أصلح أحوالهم الدنيوية، بتوفيقهم للأعمال الصالحة والآخروية، بنجاتهم من النار؛ وإدخالهم الجنة. قوله: (فلا يعصونه) أي لا يصرون على معصيته، أعم من أن لا تقع منهم أصلاً أو تقع، ولكن لا يصرون عليها. قوله: ﴿ ذَلِكَ ﴾ مبتدأ، وقوله: ﴿ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ ﴾ الخ، خبر. قوله: (الشيطان) وقيل ﴿ ٱلْبَاطِلَ ﴾ الكفر. قوله: ﴿ ٱلْحَقَّ ﴾ (القرآن) وقيل: ﴿ ٱلْحَقَّ ﴾ الإيمان. قوله: ﴿ كَذَلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ﴾ المثل في الأصل القول السائر المشبه مضر به بمورد، كقولهم: الصيف ضيعت اللبن، والكلام على البقر، وليس مراداً هنا، بل المراد الأمور العجيبة، تشبيهاً لها بالمثل في الغرابة المؤدية إلى التعجب، واسم الإشارة عائد على ما بين في أحوال المؤمنين والكافرين.


الصفحة التالية
Icon