قوله: ﴿ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ ﴾ أي في بعض ما تأمروننا به، كالقعود عن الجهاد، وتثبيط المسلمين عنه، ونحو ذلك، لا في كله، لأنهم لا يوافقونهم في إظهار الكفر. قوله: (وبكسرها) أي وهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ فَكَيْفَ ﴾ خبر لمحذوف قدره بقوله: (حالهم). قوله: ﴿ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ أي فملائكة العذاب تأتيهم عند قبض أرواحهم بمقامع من حديد، يضربون بها وجوههم وأدبارهم. قوله: (على الحال المذكورة) أي وهي التوفي مع ضرب الوجوه والأدبار. قوله: ﴿ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ ﴾ الخ، راجع لضرب الوجوه، وقوله: ﴿ ﴾ راجع لضرب الأدبار. قوله: ﴿ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ ﴾ أي من الكفر وغيره. قوله: (بما يرضيه) أي من الإيمان وغيره من الطاعات. قوله: ﴿ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ﴾ الخ، أي وهم المنافقون المتقدم ذكرهم. قوله: (أحقادهم) جمع حقد وهو الانطواء على العداوة والبغضاء. قوله: (عرفناكهم) أي فالإرادة علمية لا بصرية. قوله: (وكررت اللام) أي في قوله: ﴿ فَلَعَرَفْتَهُم ﴾ للتأكيد، والمعنى: لو أردنا لدللناك على المنافقين فعرفتهم بسيماهم، ورد عن ابن مسعود قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ان منكم منافقين، فمن سميته فليقم، ثم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ان منكم منافقين، فمن سميته فليقم، ثم قال: قم يا فلان، قم يا فلان: حتى ستة وثلاثين. قوله: ﴿ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ ﴾ اللحن يقال على معنيين: أحدهما صرف الكلام عم الإعراب إلى الخطأ، والثاني الكناية بالكلام، بحيث يكون للكلام ظاهر وباطن، فيكون ظاهره تعظيماً، وباطنه تحقيراً، وهو المراد هنا، ومعنى الآية: وإنك يا محمد، لتعرفن المنافقين فيما يعرضونه بك من القول، الذي ظاهره إيمان وإسلام، وباطنه كفر وسب. قوله: (بما فيه تهجين أمر المسلمين) التهجين التقبيح والتعييب، فكانوا يصطلحون فيما بينهم على ألفاظ يخاطبون بها الرسول، ظاهرها حسن، ويعنون بها القبيح، كقولهم: راهنا، وتقدم الكلام على ذلك في سورة البقرة. قوله: ﴿ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴾ أي فيجازيهم بحسب قصدكم، ففيه وعد ووعيد. قوله: (بالجهاد وغيره) أي من سائر المشاق كما قال تعالى:﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ ﴾[البقرة: ١٥٥] الآية. قوله: (علم ظهور) أي علماً يشاهده خلقنا، مطابقاً لما هو في علمنا الأزلي، أي فتظهر سرائرهم بين عبادنا. قوله: (في ثلاثتها) وفي نسخة (في الأفعال الثلاثة) وهي لنبلوكم ونعلم ونبلو، وهما قراءتان سبعيتان. قوله: (طريق الحق) أي وهو دين الإسلام. قوله: (خالفوه) أي خرجوا عن طاعته.