قوله: ﴿ كَانُواْ قَلِيلاً ﴾ الخ، تفسير للاحسان. قوله: ﴿ وَبِٱلأَسْحَارِ ﴾ متعلق بـ ﴿ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ المعطوف على (يهجعون) والباء بمعنى في و ﴿ ٱلأَسْحَارِ ﴾ جمع سحر وهو سدس الليل الأخير. قوله: (يقول اللهم اغفر لنا) أي تقصيرنا في حقك، فإنه لا يقدرك أحد حق قدرك. قوله: ﴿ وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ ﴾ أي بمقتضى كرمهم، جعلوه كالواجب عليهم، كصلة الأرحام ومواساة الفقراء والمساكين، والمعنى: أنهم بذلوا نفوسهم وأموالهم في طاعة ربهم. قوله: (لتعففه) أي فيظن غنياً فيحرم الصدقة، وهذا على حد تفسير القانع والمعتر. قوله: ﴿ وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ ﴾ الخ، الجار والمجرور خبر مقدم، و ﴿ آيَاتٌ ﴾ مبتدأ مؤخر، وقوله: ﴿ وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ ﴾ خبر حذف مبتدؤه لدلالة ما قبله عليه، وهو كلام مستأنف قصد به الاستدلال على قدرته تعالى ووحدانيته، وقد اشتمل دليلين: الأرض والأنفس. قوله: (من الجبال) الخ، بيان للأرض، فالمراد بها ما قابل السماء. قوله: (دلالات على قدرة الله تعالى) الخ، أي وجميع صفاته الكمالية. قوله: (من مبدأ خلقكم إلى منتهاه) أي كالأطوار المذكورة في قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ ﴾[المؤمنون: ١٢] إلخ. قوله: (وما في تركيب خلقكم) إلخ، أي كحسن القامة وحسن الشكل ونحو ذلك. قوله: ﴿ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ﴾ جملة مستأنفة قصد بها الحث على النظر والتأمل. قوله: ﴿ وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ ﴾ كلام آخر قصد به الامتنان والوعد والوعيد. قوله: (أي المطر المسبب عنه النبات) في فالكلام على حذف مضاف، والتقدير وفي السماء سبب رزقكم. قوله: ﴿ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ عطف عام على قوله: (أي مكتوب ذلك) أي ﴿ مَا تُوعَدُونَ ﴾ فهو تفسير لظرفية ما توعدون في السماء، وأما ظرفية الرزق فيها فظاهرة، إذا المطر فيها حقيقة، والمعنى: أن جميع ما توعدون به من خير وشر، مكتوب في السماء، تنزل به الملائكة الموكلون بتدبير العالم على طبق ما أمروا به. قوله: ﴿ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ ﴾ الخ، هذا قسم من الله تعالى، على ما ذكره من الرزق وغيره، وأنه مثل النطق في كونه حقاً، لا يفارق الشخص في حال من أحواله. قوله: (أي ما توعدون) أي رزقكم أيضاً. قوله: (برفع مثل صفة) أي لحق. قوله: (وبفتح اللام) أي والقراءتان سبعيتان. قوله: (مركبة مع ما) أي حال كونها مركبة مع ﴿ مَآ ﴾ تركيب مزج ككلما وطالما، فيقال في إعرابها ﴿ مِّثْلَ مَآ ﴾ صفة ﴿ لَحَقٌّ ﴾ مبني على السكون في محل رفع، و ﴿ مِّثْلَ مَآ ﴾ مضاف، وجملة ﴿ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴾ مضاف إليه في محل جر قوله: (المعنى) أي معنى القراءتين. قوله: (مثل نطقكم في حقيقته) أي فكما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون، ينبغي لكم ألا تشكوا في حقيته. حكي أن رجلاً جاع في مكان، وليس فيه شيء، فقال: اللهم رزقك الذي وعدتني فائتني به، فشبع وروي من غير طعام ولا شراب.