قوله: ﴿ وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ ﴾ الخ، شروع في ذكر بعض صفات أصحاب المشأمة المتقدم ذكرهم. قوله: ﴿ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ ﴾ خبر أول وأبهمه لعظمه، وقوله: ﴿ فِي سَمُومٍ ﴾ خبر ثان. قوله: (تنفذ في المسام) أي تدخل في أعماق أبدانهم. قوله: ﴿ وَحَمِيمٍ ﴾ أي يطلبونه عند اشتعال السموم في أبدانهم فيزيد عطشهم، فيسقون من ماء الحميم، فتتقطع عند ذلك أمعاؤهم. قوله: ﴿ مِّن يَحْمُومٍ ﴾ صفة أولى لظل، وقوله: ﴿ لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ ﴾ صفة ثانية وثالثة له. قوله: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ ﴾ الخ، تعليل لاستحقاقهم تلك العقوبة، ولم يذكر في أصحاب اليمين سبب استحقاقهم الثواب، إشارةإلى أن الثواب حاصل من فضله تعالى لا وجوب عليه، فعدم ذكر سببه لا يوهم نقصاً، وأما العقاب فمن عدله تعالى، فلو لم يذكر سببه لربما توهم الجور في حقه تعالى. قوله: (لا يتعبون في الطاعة) أي تركوا الطاعات اشتغلوا بالملاذ المحرمة، وأما فعل الطاعات مع التنعم بالملاذ الحلال فلا ضرر فيه، قال تعالى:﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ﴾[الأعراف: ٣٢] الآية. قوله: (وإدخال ألف بينهما على الوجهين) المناسب أن يقول: وتركه ليكون منبهاً على أربع قراءات وكلها سبعية، وهي التحقيق والتسهيل مع الألف ودونها. قوله: (وهو في ذلك) أي الاستفهام في هذا الموضع وهو قوله: ﴿ أَوَ آبَآؤُنَا ﴾ وقوله: (وفيما قبله) أي وهو قوله: ﴿ أَإِذَا مِتْنَا ﴾ ﴿ أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾.
قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (والمعطوف عليه) أي على كل من القراءتين.