قوله: ﴿ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ الخ، الحكمة في عدم تكرير الموصول هنا، وقد كرره في قوله:﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾[التغابن: ١] وفي قوله: ﴿ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾ أن تسبيح ما في السماوات مغاير لتسبيح ما في الأرض، وكذا ما يسرونه مغاير لما يعلنونه لأن المقصود منه تخويف المكلفين، لا ثبوت إحاطة العلم فكرر الموصول لذلك، ولما كان المقصود من قوله: ﴿ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ ثبوت إحاطة العلم بذلك، لم يكرر الموصول. قوله: ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ ﴾ استفهام توبيخ أو تقرير. قوله: ﴿ فَذَاقُواْ ﴾ عطف على ﴿ كَفَرُواْ ﴾ عطف مسبب على سبب. قوله: (أي عذاب الدنيا) أي والآخرة، فاسم الاشارة عائد على ما ذكر. قوله: ﴿ فَقَالُوۤاْ أَبَشَرٌ ﴾ عطف على ﴿ كَانَت ﴾ والمعنى: قال كل فريق من المذكوري، في حق رسولهم الذي أتاهم: أبشر يهدينا؟ وبهذا المعنى صح الجمع في قوله: ﴿ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا ﴾ وإلا فمقتضى الظاهر أن يقول يهدينا. قوله: ﴿ فَكَفَرُواْ ﴾ الفاء سببية، والمعنى كفروا بسبب هذا القول. قوله: ﴿ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ ﴾ أي ظهر غناه عن إيمانهم لأنه لا ينفعه، كما أن كفرهم لا يضره، فكل من الكفر والإيمان واقع بإرادة الله تعالى، وهو المستغنى عن كل ما سواه، فلا يسأل عما يفعل. قوله: ﴿ زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ ﴾ الخ، الزعم ادعاء العلم كذباً، وهو يتعدى إلى مفعولين، فجملة ﴿ أَن لَّن يُبْعَثُواْ ﴾ سادة مسدهما، والمراد بهم أهل مكة. قوله: (مخففة) أي لا ناصبة، لئلا يتوالى ناصبان. قوله: ﴿ قُلْ بَلَىٰ ﴾ أي تبعثون، لأن ﴿ بَلَىٰ ﴾ يجاب بها النفي فيصير إثباتاً، فهي متضمنة للجواب، وإنما أعاده توصلاً لتوكيده بالقسم، وعطف ما بعده عليه. قوله: ﴿ وَذَلِكَ ﴾ أي المذكور من البعث والحساب.


الصفحة التالية
Icon