قوله: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ ﴿ وُجُوهٌ ﴾ مبتدأ، و ﴿ نَّاضِرَةٌ ﴾ خبره، و ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ ظرف لناضرة، وسوغ الابتداء بالنكرة وقوعها في معرض التفصيل، و ﴿ نَاظِرَةٌ ﴾ خبر ثان، و ﴿ إِلَىٰ رَبِّهَا ﴾ متعلق بناظرة. قوله: (أي في يوم القيامة) تفسير لمعنى الظرفية، والتنوين في ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ عرض عن جملة: أي يوم إذ تقوم القيامة. قوله: (فقار الظهر) بفتح الفاء، ما يتصل من عظام الصلب من الكاهل إلى العجب. قوله: ﴿ إِذَا بَلَغَتِ ﴾ (النفس) أي مؤمنة أو كافرة، والمعنى أخذت في النزع وقت الموت. قوله: ﴿ ٱلتَّرَاقِيَ ﴾ جمع ترقوة. قوله: (عظام الحلق) أضافها إليه لقربها منه، وإلا فالتراقي العظام المكتنفة لثغرة النحر يميناً وشمالاً، ولكل إنسان ترقوتان. قوله: ﴿ مَنْ رَاقٍ ﴾ مبتدأ وخبر، والجملة قائمة مقام الفاعل، و ﴿ رَاقٍ ﴾ اسم فاعل من رقي يرقى بالفتح في الماضي، والكسر في المضارع من الرقية، وهي كلام يرقى به المريض ليشفى، وهو ما مشى عليه المفسر، وقيل: من رقي يرقى بالكسر في الماضي، والفتح في المضارع من الرقي، وهو الصعود، أي أن ملك الموت يخاطب أعوانه يقول: من يصعد بهذه النفس، ويحتمل أن أعوانه يقولون له: من يرقى بهذه النفس، أملائكة الرحمة، أم ملائكة العذاب؟ قوله: (أيقن) سمي اليقين ظناً، لأن الإنسان ما دامت روحه متعلقة ببدنه، فإنه يطمع في الحياة لشدة حبه لها. قوله: ﴿ أَنَّهُ ﴾ أي النازل به. قوله: ﴿ وَٱلْتَفَّتِ ﴾ أي التصقت ساق الإنسان عند موته بالأخرى، قال قتادة: أما رأيته إذا أشرف على الموت، يضرب إحدى رجليه بالأخرى؟ وقال سعيد بن المسيب: هما ساقا الإنسان، إذا التفتا في الكفن، وقال زيد بن أسلم: التفت ساق الميت بساق الكفن، وكل صحيح. قوله: (والتفت شدة فراق الدنيا) الخ، أي فالمراد بالساق الشدتان، لأن لساق يطلق على الشدة، وهذا المعنى ظاهر في الكافر، لأنه ينتقل من سكرات الموت إلى عذاب القبر. قوله: (وهذا يدل على العامل في إذا) أي الذي هو جوابها، وقد بينه بقوله: (تساق إلى حكم ربها).


الصفحة التالية
Icon