قوله: ﴿ يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي ﴾ تكرار الخطاب باسمها يفيد ما قلنا أولاً من أنه أشار لرد ما قيل إنها زوجته. قوله: ﴿ وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي ﴾ قدم السجود لشرفه والواو لا تقتضي ترتيباً إن كانت صلاتهم كصلاتنا من تقديم الركوع على السجود، وإن كانت بالعكس فالأمر ظاهر. قوله: ﴿ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ ﴾ لم يقل مع الراكعات، إما لدخول جمع المؤنث في المذكر بالتغليب، أو المعنى صلي كصلاة الرجال من حيث الخشية وعلو الهمة، لا كصلاة النساء من حيث التفريط وعدم الخشية. قوله: ﴿ نُوحِيهِ ﴾ أي المذكور فالضمير عائد اسم الإشارة لأفراده. قوله: ﴿ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ ﴾ أي وقت القائهم أقلامهم. قوله: ﴿ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ هذا بمعنى ما قبله، والمعنى يختصمون قبل القاء الأقلام. قوله: (فتعرف ذلك الخ) مسبب عن النفي أي ما كنت حاضراً حتى تعرف ذلك وتخبر به، وإنما عرفته من جهة الوحي لا من جهة غيره، لأن بلده ليست بلد علم، ولم يجلس بين يدي معلم، ولم يقرأ كتاباً، ولم يكن هو ولا أحد من اجداده حاضراً وقت حصول تلك الوقائع، فتعين أن يكون ذلك بوحي من الله، قال العارف: كفاك بالعلم في الأمي معجزة في الجاهلية والتأديب في اليتم