قوله: ﴿ وَرَسُولاً ﴾ معمول بمحذوف قدره المفسر بقوله: (نجعله) لأنه المناسب له. قوله: (في الصبا) أي وهو ابن ثلاث سنين، وقوله: (أو بعد البلوغ) أي وهو ابن ثلاثين سنة، وكلا القولين ضعيف، والمعتمد أنه نبىء على رأس الأربعين، وعاش نبياً ورسولاً ثمانين سنة، فلم يرفع إلا وهو ابن مائة وعشرين سنة. قوله: (فنفخ جبريل في جيب درعها) أي وكان عمرها إذ ذاك قيل عشر سنين، وقيل ثلاثة عشرة، وقيل ست عشرة سنة. قوله: (ما ذكر في سورة مريم) أي في قوله تعالى:﴿ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ ﴾[مريم: ١٦] الآيات، واختلف في مدة حملها، فقيل تسعة أشهر، وقيل ثلاث ساعات، وقيل ساعة واحدة وهو المشهور. قوله: ﴿ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ ﴾ مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله فلما بعثه الله الخ، وهو إشارة لقصة رسالته بعد أن ذكر قصة بشارته وحمله وولادته. قوله: (اصور) دفع بذلك ما يقال إن الخلق هو الإيجاد بعد العدم وهو مخصوص بالله تعالى، فأجاب بأن معنى الخلق التصوير. قوله: (مفعول) أي لأخلق. قوله: (الضمير للكاف) ويصح أن يعود على الطين، وحكمة المغايرة بين ما هنا وبين ما يأتي في آخر المائدة أن المتكلم هنا عيسى وهناك الله. قوله: (وفي قراءة طائراً) أي بالإفراد وأما الأولى فهو اسم جمع وهما سبعيتان. قوله: (الخفاش) أي الوطواط. وقوله: (لأنه أكمل الطير خلقاً) أي لأنه اسناناً وثدياً، ويحيض كالنساء ويطير من غير ريش، ولا يبصر إلا في ساعة المغرب وبد الصبح، وما بقي من الزمن هو فيه أعمى. قوله: (سقط ميتاً) أي ليتميز فعل المخلوق من فعل الخالق. قوله: (الذي ولد أعمى) أي ممسوح العين أم لا وابراؤه للطارئ أولوي. قوله: ﴿ وٱلأَبْرَصَ ﴾ هو من به داء البرص وهو داء عظيم يشبه البهق إذا نخس نزل منه ماء قوله: (لأنهما داءاً إعياء) أي أعييا الأطباء الذين كانوا في زمنه، فإن معجزة كل نبي على شكل أهل زمانه، كموسى فإنه بعث في زمن كثرت فيه السحرة فأعياهم بالعصا واليد بيضاء، وسيدنا محمد فإنه بعث في زمن العرب البلغاء فأعياهم بالقرآن. قوله: (بشرط الإيمان) أي بالقلب واللسان، فإن آمن بلسانه فقط لم يشف. قوله: (النفي توهم الألوهية فيه) أي في عيسى بهذا الوصف الذي لم يشارك الله فيه أحد صورة، فقوله: ﴿ بِإِذْنِ ٱللَّهِ ﴾ رد عليهم، فالمعنى لو كان دليلاً على ألوهيته لكان بإذنه. قوله: (عازر) بفتح الزاي. وقوله: (صديقاً له) أي عيسى وكان قد تمرض، فأرسلت أخته لعيسى فأخبرته بمرضه وكان عى مسافة ثلاثة أيام، فجاء فوجده قد مات ودفن، فذهب مع أخته إلى قبره فدعا بالاسم الأعظم فأحيي وعاش إلى أن ولد له. قوله: (وابن العجوز) أي وأحياه قبل دفنه حين مر به على عيسى وهو على أعناق الرجال، فدعا الله فجلس ولبس ثيابه وأتى أهله، وقوله: (وابنة العاشر) أي الذي كان يأخذ العشر من الناس، وقوله: (وسام بن نوح) أي وكان قد مات من نحو أربعة آلاف سنة، فدعا الله فأحياه فقام وقد شاب نصف رأسه. ثم قال له مت بإذن الله فقال نعم لكن لا أذوق حرارة الموت ثانياً فقال له كذلك. قوله: ﴿ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ ﴾ ورد أنه كان يخبر الصبيان الذي يعلمهم الخط بما في بيوت آبائهم من المدخرات، فيذهب الأولاد ويخبرون آباءهم بذلك، ثم إنهم تجمعوا وحبسوا أولادهم عنه فجاء إليهم وسأل عنهم فأنكروهم، فقال لهم من الذي خلف الأبواب فقالوا هم خنازير، فقال كذلك إن شاء الله ففتحوا عليهم فوجدوهم كذلك، فكربوا وتجمعوا على قتله فحملته أمه على حمار لها وجاءت به مصر، فإن قلت قد يخبر المنجم الكاهن عن مثل ذلك فما الفرق؟ أجيب بأن المنجم الكاهن لا بد لكل واحد من معدمات يرجع إليها ويعتمد عليها في أخباره، فالمنجم يستعين بواسطة الكواكب والكاهن يستعين بخير من الجن، وقد يخطئان كثيراً، وأما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فبواسطة الوحي السماوي، وهو من عند الله لا بواسطة ولا غيره فتأمل. قوله: ﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لَّكُمْ ﴾ هذه الجملة يحتمل أن تكون من كلام عيسى أو من كلام الله. قوله: ﴿ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ جوابه محذوف أي انتفعتم بهذه الآية. قوله: ﴿ وَمُصَدِّقاً ﴾ حال معطوفة على حال مقدرة، وهي متعلق قوله بآية التقدير جئتكم حال كوني متلبساً بآية وحال كوني مصدقاً، ويشعر بذلك تقدير المفسر قوله جئتكم وليس معطوفاً على وجيهاً لأن وجيهاً من جملة المبشر به وهو من كلام الله، وأما قوله مصدقاً فهو من كلام عيسى. قوله: (قبلي) ﴿ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ ﴾ أي وهو كتاب موسى، وكان بينه وبين عيسى ألف سنة وتسعمائة وخمسة وسبعون سنة، وأول أنبياء بني إسرائيل يوسف بن يعقوب وأخرهم عيسى. قوله: ﴿ وَلأُحِلَّ لَكُم ﴾ معمول لمحذوف تقديره وجئتكم لأجل التحليل، ولا يصح عطفه على مصدقاً لأن ذلك حال وذا تعليل (قوله بعض الذي حرم عليكم) أي سبب ظلمكم كذي الظفر وشحوم البقرة والغنم. قوله: (ما لا صيصية له) أي شوكة يؤذي بها، وأما ما له صيصة فهو باق على حله ولم يحرم. قوله: (فبعض بمعنى كل) استشكل بأنه يلزم عليه تحليل كالزنا والقتل. وأجيب بأن المراد جميع ما طرأ تحريمه من أجل التشديد، لا ما كان محرماً بالأصالة. قوله: (وليبني عليه) ﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾ أي فحيث أمرتكم بما ذكر من ظهور الآيات فاتقوا الله الخ. قوله: (وطاعته) معطوف على توحيد الله من عطف العام على الخاص.


الصفحة التالية
Icon