قوله: ﴿ وَمَآ أَصَابَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ ﴾ شروع في بيان الحكم التي ترتبت على هزيمة المؤمين بأحد. قوله: (علم ظهور) أي بالنسبة للخلق. قوله: (أصحابه) أي وكانوا ثلاثمائة. قوله: ﴿ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ ﴾ أي إما في المقدم بالسيف، أو في المؤخر بالسهام. قوله: (بتكثير سوادكم) أي عددكم وأشخاصكم. قوله: (بما أظهروا) أي بسببه أي فاظهارهم الخذلان للمؤمنين سبب في كونهم أقرب للكف من الإيمان. قوله: (بدل من الذين قبلهم) أي وهو قوله الذين نافقوا. قوله: ﴿ وَقَعَدُواْ ﴾ الجملة حالية فلذا قدر المفسر قد. قوله: ﴿ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ ﴾ ورد أنه نزل بهم الموت وهم في دورهم، فمات منهم سبعون من غير قتال في يوم أحد. قوله: (ونزل في الشهداء) قيل شهداء بدر وقيل أحد وقيل شهداء بئر معونة، وهم سبعون أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجد يعلمونهم القرآن فقتلوهم عن آخرهم، ولم ينج منهم إلا واحد فر هارباً، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهذا الوعد الحسن لكل من قتل في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وسبب ذلك أن الشهداء الذين قتلوا لما رأوا ما رأوا من الحياة والرزق والنعيم الدائم، قالوا ربنا ومن يوصل خبرنا لإخواننا الأحياء، فقال لهم الله أنا أبلغ خبركم لأخوانكم، فقال تعالى:﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ﴾[آل عمران: ١٦٩].