قوله: ﴿ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ ﴾ من الملك بضم الميم، هو عبارة عن السلطان القاهر، والاستيلاء الباهر، والغلبة التامة، والقدرة على التصرف الكلي بالأمر والنهي. قوله: (أي الجزاء) أي بالثواب للمؤمنين والعقاب للكافرين. قوله: (لا ملك ظاهراً فيه لأحد) أي وأما في الدنيا، ففيها الملك ظاهر لكثير منها الناس، فتحصل أن الوصف بالملكية ثابت أزلاً، وظهوره يكون يوم القيامة، لإقرار جميع الخلق به. قوله: (لمن الملك اليوم) الجار والمجرور خير مقدم و(الملك) مبتدأ مؤخر، و(اليوم) ظرف للمبتدأ، قوله: (لله) جواب منه تعالى عن السؤال. قوله: (ومن قرأ مالك) الخ، اعلم أن في لفظ ﴿ مَـٰلِكِ ﴾ قراءتين سبعيتين، الأولى بحذف الألف والوصف بها ظاهر، والثانية، بإثباتها وفيها إشكال، وهو أن (مالك) اسم فاعل، وإضافته لفظية لا تفيدة التعريف، فكيف توصف المعرفة بالنكرة؟ وأجاب المفسر: بأن محل كون إضافة اسم الفاعل لفظية إن لم يكن بمعنى الزمان المستمر، وإلا كانت إضافته حقيقة، والحاصل: أن اسم الفاعل، إن قصد به الحال والاستقبال فإضافته لفظية، وإن قصد به المضي أو الدوام، كما هو شأن أوصاف الله تعالى، فإضافته حقيقة، والتعويل على القرائن، واختلف في أي القراءتين أبلغ، فقيل: ﴿ مَـٰلِكِ ﴾ أعم وأبلغ من (مالك) إذ كل ملك مالك، ولا عكس، ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه، حتى لا يتصرف المالك إلا عن تدبير الملك، وقيل: (مالك) أبلغ لما فيه من زيادة البناء، فتدل على كثرة الثواب.


الصفحة التالية
Icon