قوله: ﴿ يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج هو وأصحابه لعسفان في غزوة ذي أنمار، وهي غزوة ذات الرقاع، قاموا إلى الظهر جميعاً، فلما صلوا ندم المشركون على عدم المكر بهم في الصلاة، فقالوا إن لهم ببعدها صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم، يعنون بها صلاة العصر، وهموا أن يقعوا بهم إذا قاموا إليها، فرد الله كيدهم بنزول آية صلاة الخوف، وقيل ما" روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بني قريظة، ومعه أبو بكر وعمر وعلي، يستقرض منهم دية مسلمين قتلهما عمرو بن أمية الضمري خطأ بحسبهما مشركين، فقالوا: يا أبا القاسم اجلس حتى نطعمك ونعطيك ما سألت، فأجلسوه في صفة وهموا بالفتك به، وعمد عرم بن جحاش إلى رحى عظيمة يطرحها عليه، فأمسك الله تعالى يده ونزل جبريل عليه وأخبره، فخرج هو وأصحابه ونقض عهدهم حينئذٍ، وأقام الحرب عليهم، وقيل هو ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل منزلاً، وتفرق أصحابه في الشجر يستظلون به، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وعلق سيفه بها ونام، فجاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة وسله، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فوجده في يده، فقال له الأعرابي: يا محمد من يمنعك مني؟ فقال: الله، فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له: " من يمنعك مني "؟ فقال: لا أحد، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله "، والأحسن أن يراد بقوله: ﴿ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ ﴾ ما هو أعم فيشمل هذه الوقائع وغيرها كواقعة السم. قوله: ﴿ أَن يَبْسُطُواْ ﴾ الخ، يقال بسط إليه يده إذا بطش به، وبسط إليه لسانه إذا شتمه، والمراد مدوا إليكم أيديهم بالقتل. قوله: ﴿ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾ أي دوموا على امتثال أوامره واجتناب نواهيه. قوله: ﴿ أَن يَبْسُطُواْ ﴾ أي لا على غيره، فلا يعتمد الإنسان على سبب ولا غيره، بل يثق بالله ويفوض أمره إليه.


الصفحة التالية
Icon