قوله: ﴿ قُلْ ﴾ (لهم يا محمد) أي إلزاماً وتبكيتاً، إن صح ما زعمتم، فلأي شيء يعذبكم في الدنيا بالقتل والمسخ، وقد اعترفتم بأنه تعالى سيعذبكم في الآخرة بالنار أياماً بعدد أيام عبادة العجل، ولو كان الأمر كما زعمتم، لما صدر منكم ما صدر، ولما وقع عليكم ما وقع. قوله: (لا اعتراض عليه) أي لأنه القادر الفعال بالاختيار. قوله: ﴿ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ ٱلرُّسُلِ ﴾ أي في وقت لا تعرفون فيه توحيداً، فعليكم باتباعه. قوله: (إذا لم يكن بينه وبين عيسى رسول الخ) هذا هو الصحيح، وقيل كان بين محمد وعيسى أربعة رسل، ثلاثة من بني إسرائيل، وواحد من حمير، وهو خالد بن سنان. قوله: (ومدة ذلك خمسمائة وستون سنة) وقيل خمسمائة وخمسة وستون، وقيل خمسمائة وأربعون، وقيل أربعمائة وبضع وثلاثون، والصحيح أنها ستمائة ومدة ما بين موسى وعيسى ألف وسبعمائة سنة، لكنها ليست فترة لبعثة كثيرين من الأنبياء بينهما ويتعبدون بشريعة موسى، كداود وسليمان وزكريا ويحيى. قوله: ﴿ أَن ﴾ (لا) ﴿ تَقُولُواْ ﴾ أشار بذلك إلى أن ﴿ أَن ﴾ المصدرية دخلت عليها اللام ولا النافية مقدرها بعدها، والتقدير لعدم قولكم ما جاءنا الخ. قوله: (زائدة) أي في فاعل جاء.