قوله: ﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ ﴾ هذا تأييد من الله لرسوله، فالمعنى لا تخش لومهم بل بلغ ما أنزل إليك من ربك، فإن الله متولي أمرك، بيده الضر والنفع والمنع والإعطاء، فهم عاجزون ولا يقدرون على إيصال ضر ولا جلب نفع. قوله: (كمرض وفقر) أي وغلبة واحتياج. قوله: ﴿ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ ﴾ جواب الشرط، وفعله قوله يمسسك، ولا نافية للجنس، وكاشف اسمها مبني معها على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف تقديره أحد. قوله: ﴿ إِلاَّ هُوَ ﴾ إلا أداة حصر وهو بدل من الضمير المستتر. قوله: ﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ ﴾ جواب الشرط محذوف تقديره فلا راد لفضله، كما في آية يونس وإن يردك بخير فلا راد لفضله. قوله: ﴿ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ ﴾ دليل لكل من الجملتين. قوله: (ومنه مسك به) أي من النبوة وغيرها. قوله: (مستعلياً) أشار بذلك إلى أن قوله ﴿ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ ظرف متعلق بمحذوف حال من القاهر. قوله: ﴿ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ أي فوقية مكانة لا مكان، والمعنى أن صفاته فوق صفات غيره، لأن أوصافه كمالية، وأوصاف غير ناقصة، فوصفه العز والعلم والاقتدار، ووصف غيره الذل والجهل والعجز، فكل وصف شريف كامل فهو لله، وكل وصف خسيس ناقص فهو لغيره. قوله: ﴿ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ﴾ (في خلقه) أي يضع الشيء في محله. قوله: ﴿ ٱلْخَبِيرُ ﴾ أي فيعامل كل شخص بما يليق به. قوله: (ونزل لما قالوا) أي أهل مكة، فقالوا يا محمد أرنا من يشهد لك بالرسالة، فإننا سألنا اليهود والنصارى عنك فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر. قوله: (إيتنا) بقلب الهمزة الثانية ياء، قال ابن مالك: ومدا ابدل ثاني الهمزين من كلمة إن يسكن كآثر وائتمنقوله: (تمييز محول عن المبتدأ) أي والأصل شهادة أي شيء ما أكبر، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، وجعل مبتدأ وجعل المضاف تمييزاً.