قوله: ﴿ ٱلسَّاعَةُ ﴾ المراد بها مقدمات الموت، فالمراد أن حزنهم الدائم يحصل لهم عند خروج أرواحهم. قوله: ﴿ بَغْتَةً ﴾ حال من فاعل جاءتهم، والتقدير جاءتهم مباغتة، أو من مفعوله، والتقدير جاءتهم حال كونهم مبغوتين. قوله: ﴿ يٰحَسْرَتَنَا ﴾ يا حرف نداء، وحسرتنا منادى منصوب بفتحة ظاهرة لأنه مضاف لنا. قوله: (هي شدة التألم) أي التلهف والتحسر على ما فات. قوله: (ونداؤها مجاز) أي تنزيلاً لها منزلة العاقل، لأنه لا ينادى حقيقة إلا العاقل، والمقصود التنبيه على أن هذا الكافر من شدة هولة لم يفرق بين خطاب العاقل وغيره، ومثله، يا ويلنا فتأمل. قوله: ﴿ عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا ﴾ أي من الأعمال الصالحة في الدنيا. قوله: ﴿ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ ﴾ لجملة حالية من الواو في قالوا. قوله: (بأن تأتيهم الخ) ورد أن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله أحسن شيء صورة وأطيب ريحاً، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول لا، فيقول أنا عملك الصالح فاركبني فقد طال ما ركبتك في الدنيا، فذلك قوله تعالى﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً ﴾[مريم: ٨٥] يعني ركباناً، وأما الكافر فيستقبله أقبح شيء في صورة وأنتنه ريحاً، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول لا فيقول أنا عملك الخبيث طالما ركبتني في الدنيا فأنا أركبك فذلك قوله تعالى: ﴿ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ﴾.
قوله: (أي الاشتغال فيها) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف، والمعنى أن الاشتغال في الحياة الدنيا عن خدمة الله وطاعته لعب ولهو، وليس المراد أن مطلق الحياة الدنيا لعب ولهو، بل ما قرب منها إلى الله فهو مزرعة للآخرة، وما أبعد منها عنه فهو حسرة وندامة. قوله: ﴿ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ أي لأنها منافعها خالصة من الكدورات وعزها دائم. قوله: ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير ألا يتفكرون فلا يعقلون. قوله: (بالباء والتاء) أي فها قراءتان سبعيتان.