قوله: ﴿ إِنَّ ٱلبَقَرَ ﴾ تعليل للإسئلة الثلاثة. قوله: (لو لم يستثنوا) أي بالمشيئة. قوله: (آخر الأبد) أي إلى انقضاء الدنيا. قوله: ﴿ لاَّ ذَلُولٌ ﴾ من الذلة وهي السهولة بل فيها الصعوبة. قوله: (داخلة في النفي) أي فالمعنى ليست مذللة لعمل ولا مثيرة للأرض. قوله: (الأرض المهيأة إلخ) المناسب أن يقول الحرث أي الزرع لأن الحرث يطلق على الزرع. قوله: ﴿ ٱلآنَ ﴾ ظرف زمان للوقت الحاضر. قوله: ﴿ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ ﴾ أي بصفات البقر التي لا تخفى ولا تلتبس، فلا تنافي بين الآية وقول المفسر فطلبوها. قوله: (نطقت بالبيان التام) جواب عن سؤال ورد على الآية، وهو أن ظاهر مفهوم الآية بمقتضى أنهم كفار، فأجاب المفسر بأن فيه حذف النعت مع بقاء المنعوت وهو جائز لقول ابن مالك: وما من المنعوت والنعت عقل   يجوز حذفه وفي النعت يقلقوله: (فطلبوها) أي بحثوا عنها. قوله: (عند الفتى البار بأمه) وحاصل ذلك أن أبا الفتى المذكور كان رجلاً صالحاً من بني إسرائيل قد حضرته الوفاة، وكان عنده بقرة ولدت انثى، فأخذ تلك الأنثى ووضعها في غيضة وأوصى أم الغلام أن تعطيه تلك البقرة حين يكبر ومات، ثم إن الولد صار يحتطب ويبيع الحطب ويقسم اثلاثا: يصرف ثلثه على نفسه والثلث الآخر على أمه والثلث الآخر يتصدق به، ويقسم ليله أثلاثاً: ينام ثلثه ويخدم أمه ثلثه ويقوم لطاعة الله ثلثه، فما كبر الغلام قالت له أمه اذهب إلى الغيضة الفلانية فإن فيها بقرة تركها لك أبوك، واوصاني إذا كبرت أن اعطيها لك، واقسم عليها بابراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب فإنها تأتي لك طائعة، ففعل كما أمرته فجاءت له طائعة وقالت له اركب على ظهري، فقال لها إن إمي لم تأمرني بالركوب، فقالت له لو ركبت على ظهري ما قدرتني إلى الأبد، فأخذها وذهب إلى أمه فقالت له اذهب إلى السوق فبعها بثلاثة دنانير على مشورة، فذهب فأتاه ملك على صورة رجل وقال له بكم تبيعها فقال بثلاثة دنانير على مشورة أمي، فقال له بعها بستة دنانير من غير مشورة فقال لا ثم ذهب إلى أمه واخبرها بذلك فقالت له بعها بستة على مشورتي، فذهب فأتاه ثانياً وأعطاه فيها اثني عشر على غير مشورة فأبى، فذهب إلى أمه وأخبرها فقالت له إن هذا ملك من عند الله فاذهب إليه واقرئه السلام وقل له أنبيع البقرة أم لا، فذهب إليه وأخبره بذلك فقال له إن بني إسرائيل يقتل لهم قتيل ويتوقف بيان قاتله على تلك البقرة فلا تبعها إلا بملء مسكها ذهباً ففعل ما أمر به، والفتى هو الشاب السخي ولا شك أنه كان كذلك. قوله: (مسكها) بفتح الميم الجلد. قوله: ﴿ فَذَبَحُوهَا ﴾ مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله فطلبوها إلخ. قوله: ﴿ وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ أي ما قاربوا الفعل (قوله لغلاء ثمنها) أي أو للتعنت في أوصافها. قوله: (فيه إدغام التاء في الأصل الخ) أي اصله تدار أتم قلبت التاء دالاً وأدغمت فيها وأتى بهمزة الوصل توصلاً للنطق بالساكن. قوله: (أي تخاصمتم) أي اتهم بعضهم بعضاً. قوله: (وهذا اعتراض) أي جملة معترضة بين المعطوف وهو فقلنا اضربوه إلخ والمعطوف عليه وهو فذبحوها. قوله: (وهو أول القصة وإنما أخره ليواصل قبائح بني إسرائيل بعضها ببعض. قوله: ﴿ فَقُلْنَا ﴾ معطوف على فذبحوها والقائل الله على لسان موسى. قوله: (بلسانها) أي لأنه حل الكلام. قوله: (أو عجب ذنبها) إشارة لتنويع الخلاف، والحكمة في ذلك أنه محل حياة ابن آدم، وقيل ضربوه بفخذها اليمنى وقيل بقطعة لحم منها. قوله: (فحيي) ورد أنه قام واوداجه تشخب دماً. قوله: (ومات) أي سريعاً بلا مهلة، قوله: (فحرما الميراث) أي لأن القاتل لا يرث من تركه المقتول شيئاً حتى في شرع موسى، وسبب قتله إياه أن المقتول كان غنياً والقاتل كان فقيراً فلما طال عمر المقتول قتله ليرثه، وقيل غير ذلك. قوله: ﴿ كَذَلِكَ ﴾ هذه الجملة معترضة بين قصص بني أسرائيل رداً على منكري البعث، فإن بني إسرائيل لم يكونوا منكرين له، فالخطاب لمشركي العرب المنكرين للبعث.


الصفحة التالية
Icon