قوله: ﴿ فَوَيْلٌ ﴾ شروع في ذكر ما يستحقونه. قوله: (شدة عذاب) وقيل واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لانماعت من حره. قوله: ﴿ ٱلْكِتَابَ ﴾ أي المكتوب. قوله: ﴿ بِأَيْدِيهِمْ ﴾ دفع بذلك ما يتوهم أن المراد املوه لغيرهم. قوله: ﴿ لِيَشْتَرُواْ ﴾ علة لقوله يكتبون قوله. (غيروا صفة النبي) أي من كونه ربعة جعد الشعر اكحل العينين. فغيروها وقالوا طويل سبط الشعر أزرق العينين. قوله: (وآية الرجم) أي فغيروها إلى الجلد. قوله: (وغيرهما) أي كقولهم: ﴿ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً ﴾ وكدعواهم أنهم من أهل الجنة. قوله: (من الرشا) بكسر الراء وبضمها جمع رشوة بتثليث الراء، وهو من باب تقديم السبب على المسبب لأن أخذ الرشوة سبب للتبديل. وقوله: ﴿ مِّمَّا كَتَبَتْ ﴾ يحتمل أن ما اسم موصول وكتبت صلتها والعائد محذوف أي كتبته، ويحتمل أن ما مصدرية، التقدير من كتبهم وكذا قوله: ﴿ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ قوله: (أربعين يوماً) وقيل سبعة أيام، وقوله قليلة تفسير باللازم لمعدودة لأن معنى المعدودة التي يسهل عدها، وشأن القليلة سهولة عدها. قوله: (استغناء بهمزة الاستفهام) أي لأنه يحصل بها التوصل للنطق بالساكن مع إفادة المراد من الإستفهام، وفي اتخذتم قراءتان سبعيتان الأولى بالفك والثانية بالإغام، وطريقته أن تقلب الذال دالاً ثم تاء وتدغمها في التاء، وهذا الاستفهام يحتمل أن يكون تقريرياً فتكون الجملة إنشائية وأم متصلة معادلة للهمزة التي لطلب التعيين، التقدير اتخذتم عند الله عهداً أم لم تتخذوا، ويحتمل أن يكون انكارياً بمعنى النفي فتكون الجملة خبرية وأم منقطعة بمعنى بل، التقدير لم تتخذوا عند الله عهداً بل تقولون على الله ما لا تعلمون وهذا هو الأقرب ولذا اختاره المفسر. قوله: ﴿ فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ ﴾ هذه الجملة في محل جزم جواب الإستفهام، وقيل إنها جواب شرط مقدر تقديره أن اتخذتم فلن يخلف الله عهده وقرن بالفاء لوجود لن في حيزه. قوله: (بل) ﴿ تَقُولُونَ ﴾ أشار بذلك إلى أنها منقطعة والإضراب انتقالي. قوله: ﴿ بَلَىٰ ﴾ هو حرف جواب للنفي لكنه يصير اثباتاً، وأما نعم وجير وأجل وأي فالتقرير ما قبلها اثباتاً أو نفياً. قوله: (تمسكم) رد لقولهم لن تمسنا وقوله وتخلدون فيها رد لقولهم إلا اياماً معدودة. قوله: ﴿ مَن كَسَبَ ﴾ يحتمل أن تكون من شرطية وكسب فعل الشرط، وجوابه فأولئك اصحاب النار وأن تكون موصولة وكسب صلتها وقرن خبرها بالفاء لما في الموصل من معنى العموم، ولن يقرن خبر التي بعدها بالفاء إشارة إلى خلود النار مسبب عن الكفر بخلاف خلود الجنة فلا يتسبب عن الإيمان بل بمحض فضل الله، كذا قاله بعض الأشياخ. قوله: ﴿ سَيِّئَةً ﴾ اصلها سيوئة اجتمعت الواو والياء وسبقت احداهما بالسكون، قبت الواو ياء وادغمت في الياء على حد ما قيل في سيد وميت. قوله: (بالإفراد) أي باعتبار ذات الشرك، وقوله: (والجمع) أي باعتبار انواعه. قوله: (واحدقت به من كل جانب) أي فلم يجد ملجأ لكفره. قوله: ﴿ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾ أي وأما من آمن ولم يعمل صالحاً غير الإيمان فمخلد في الجنة أيضاً وتحت المشيئة في الابتداء، وقد جرت عادة الله في كتابه أنه إذا ذكر آية الكفار وعاقبة امرهم يتبعها بذكر آية المؤمنين وعاقبة أمرهم.