قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ لما ذكر وكيد الكافرين، أتبعه بذكر وعد المؤمنين على حكم عادته سبحانه في كتابه، والاسم موصول مبتدأ، و ﴿ آمَنُواْ ﴾ صلته ﴿ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾ معطوف عليه، وقوله: ﴿ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ اعتراض بين المبتدأ والخبر وهو قوله: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ ﴾ وهذا ما مشى عليه المفسر تبعاً لأكثر من علماء المعاني، وقال بعضهم: ﴿ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ خبر، والرابط محذوف، أي لا نكلف منهم. قوله: ﴿ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ أي ما يسعها من الأعمال، وما يسهل عليه ودخل في طوقها وقدرتها، وكل هذت تفضل منه سبحانه وتعالى. قوله: (اعتراض) وحكمته تبكيت الكفار وتنبيههم على أن الجنة مع عظم قدرها، يتوصل إليها بالعمل السهل من غير كلفة ولا مشقة. إن قلت ورد أن الجنة حفت بالمكاره، فكيف تقولون إن الجنة يتوصل إليها بالعمل السهل؟ أجيب بأن المراد بالمكاره مخالفة شهوات النفس، وهي في طاقة العبد، فالمراد بالعمل السهل كما كان في طاقة العبد كان فعلاً أو تركاً.


الصفحة التالية
Icon