قوله: ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ ﴾ معطوف على قوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ﴾ الآية، والرياح جمع ريح، وهي أربعة: الصبا والدبور والجنوب والشمال، فالصبا تثير السحاب وهي من مطلع الشمس، والشمال تجمعه وهي من تحت القطب، والجنوب تدره وهي من جهة القبلة، والدبور تفرقه وهي من مغرب الشمس، وفي رواية الرياح ثمانية، أربعة عذاب: العاصف والقاصف والصرصر والعقيم، وأربعة رحمة: الناشرات والمرسلات والنازعات والمبشرات. قوله: (متفرقة) هذا التفسير لم يوافقه عليه أحد، بل بعض المفسرين قال: إن معنى نشراً منتشرة متسعة أو ناشرة للسحاب. قوله: (قدام المطر) في الكلام استعارة مكنية، حيث شبهت الرحمة بمعنى المطر بسلطان يقدم وله مبشرات، وطوى ذكر المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه، وهو قوله: ﴿ بَيْنَ يَدَيْ ﴾ فإثباته تخييل. قوله: (تخفيفاً) أي بحذف ضمة الشين، وهي سبعية أيضاً كاللتين بعدها. قوله: (بسكونها وفتح النون) أي وإفراد الريح. قوله: (نشراً) أي إما بمعنى اسم الفاعل أو اسم المفعول، أي ناشرة للسحاب أو منشورة. قوله: (ومفرده الأولى) أي ضم الشين ومثلها سكونها، فمفرد الاثنين واحد. قوله: ﴿ حَتَّىٰ إِذَآ أَقَلَّتْ ﴾ غاية لإرسال الرياح. قوله: ﴿ سَحَاباً ﴾ هو ثمر شجرة في الجنة. قوله: (بالمطر) متعلق بثقالاً والباء للسببية. قوله: (عن الغيبة) أي إلى التكلم، إذ كان مقتضى الظاهر فساقه. قوله: (لا نبات فيه) أي فموت الأرض كناية عن عدم النبات بها. قوله: (بالبلد) أشار بذلك إلى أن الضمير في: (به) عائد على البلد، والباء بمعنى في، وقوله: (بالماء) يشير إلى أن الضمير عائد على الماء، والباء سببية، ويصح عوده على البلد، وتكون الباء بمعنى في. قوله: ﴿ كَذٰلِكَ ﴾ (الإخراج) أي فالتشبيه مطلق الإخراج من العدم، فمن كان قادراً على إخراج الثمار من الأرض، سيما أرض الجبال التي شأنها عدم إنبات شيء من الثمار، قادر على إحياء الموتى من قبورهم فهو رد على منكري البعث.


الصفحة التالية
Icon