قوله: ﴿ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ﴾ القراءة على نصب جواب خبراً لكان، واسمها أن وما دخلت عليه، وقرأ الحسن بالرفع اسم كان، وأن ما دخلت عليه خبرها، وما مشى عليه الجماعة أفصح عربية، لأن الأعراف وقع اسماً، والواو هنا للتعقيب لحلولها محل الفاء في النمل والعنكبوت، لأن جوابهم لم يتأخر عن نصيحته والحصر نسبي، والمراد أنه لم يقع منهم جواب عن نصح وموعظة، فلا ينافي أنهم زادوا في الجواب من الكلام القبيح. قوله: ﴿ مِّن قَرْيَتِكُمْ ﴾ أي سذوم. قوله: ﴿ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ قالوا ذلك استهزاء. قوله: ﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ﴾ أي ابنته، لأنه لم ينج من العذاب إلا وهو وابنتاه لإيمانهما به، فخرج لوط من أرضه، وطوى الله له الأرض في وقته قد نجا ووصل إلى إبراهيم، وسيأتي تمام القصة في سورة هود، وإنما ذكرت هنا اختصاراً. قوله: (الباقين في العذاب) أي لأن الغبر من باب قعد، يستعمل بمعنى البقاء في الزمان المستقبل، وبمعنى المكث في الزمان الماضي، والمراد الأول. قوله: ﴿ وَأَمْطَرْنَا ﴾ يقال غالباً في الرحمة مطر، وفي العذاب أمطر، وعلى كل هو متعد بنصب المفعول. قوله: (هو حجارة السجيل) أي وكانت معجونة بالكبريت والنار، وهلكوا أيضاً بالخسف، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ﴾[هود: ٨٢]، ورد أن جبريل رفع مدائنهم إلى السماء، وكانت خمسة، وأسقطها مقلوبة إلى الأرض، وأمطر عليهم الحجارة متتابعة في النزول عليها اسم كل من يرمي بها، وقيل إن الحجارة لمن كان مسافراً منهم، والخسف لمن كان في المدائن. قوله: ﴿ فَٱنْظُرْ ﴾ لكل سامع يتأتى منه النظر والتأمل، ليحصل الاعتبار بما وقع لهؤلاء القوم.