قوله: ﴿ وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَىٰ ﴾ هذا أيضاً من جملة قبائح بني إسرائيل. قوله: (كالعصا) دخل تحت الكاف باقي التسع وهي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين والطمس. قوله: (إلهاً) قدره إشارة إلى مفعول اتخذتم. قوله: ﴿ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾ أي كافرون. قوله: (ليسقط عليكم) علة لقوله رفعنا أي رفعناه لأجل السقوط عليكم إن لم تتمثلوا. قوله: ﴿ وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ ﴾ الجملة حالية على حذف مضافين أي حب عبادة العجل. وفي الكلام استعارة بالكناية وتقريرها أن تقول شبه حب عبادة العجل بمشروب لذيذ سائغ بجامع الإمتزاج في كل وطوى ذكر المشبه به ورمزا له بشيء من لوازمه وهو الإشراب فاثباته تخييل ولم يعبر بالأكل لأنه ليس فيه شدة مخالطة. قوله: (كما يخالط الشراب) أي خلال القلوب والأبدان فمفعول يخالط محذوف. قوله: (شيئاً) أشار بذلك إلى ما نكرة بمعنى شيء مفسرة لفاعل بئس، وقوله: ﴿ يَأْمُرُكُمْ ﴾ صفة لما و ﴿ إِيمَانُكُمْ ﴾ فاعل يأمر، وقوله: (عبادة العجل) هو المخصوص بالذم قدره المفسر وهذا من جملة التشنيع عليهم، أي أنتم ادعيتم الإيمان بالتوراة ثم رأيناكم قد عبدتم العجل، فإن كان إيمانكم بها أمركم وحملكم على عبادته فبئس إيمانكم وما يأمركم به فإنه كفر لا إيمان، وقوله بالتوراة إن قلت إن عبادة العجل متقدمة على التوراة، أجيب بأن موسى كان يأمرهم بالتوحيد وهو موافق لما في التوراة. قوله: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ ﴾ يحتمل أن شرطية وكنتم فعل الشرط وجوابه دل عليه قوله: (بئسما يأمركم به إيمانكم) ويحتمل أنها نافية نتيجة قوله: (بئتما يأمركم به إيمانكم) وكلام المفسر يحتملها. قوله: (المعنى إلخ) إشارة إلى قياس حملي من الشكل الأول، وتقريره أن تقول اعتقادكم يأمركم بعبادة العجل، وكل اعتقاد يأمر بعبادة العجل فهو كفر ينتج اعتقادكم كفر. قوله: (أي فكذلك أنتم إلخ) أشار بذلك إلى قياس آخر تقريره أن تقول اعتقادكم يأمركم بتكذيب محمد، وكل اعتقاد يأمر بذلك فهو كفر ينتج اعتقادكم كفر. قوله: ﴿ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ ﴾ إلخ في هذه الآية أعاريب منها أن الدار اسم كانت ولكم جار ومجرور خبرها وعند الله ظرف وخالصة حال، ومنها أن الخبر قوله خالصة وعند الله ظرف على كل حال، ومنها أن الخبر هو الظرف وخالصة حال. قوله: (تعلق بتمنيه الشرطان) في العبارة قلب والأصل تعلق تمنيه بالشرطين لأن تمنوا هو الجواب وهو متعلق بالشرطين. قوله: (قيد في الثاني) حاصلة أنه إذا اجتمع شرطان وتوسط بينهما جواب كان الأول قيداً في الثاني بمعنى أنه من تمام معناه ويكون الجواب لذلك الثاني، فتقدير الآية إن كنتم صادقين في زعمكم أن الدار الآخرة لكم خاصة فتمنوا الموت، وقيل إن الجواب للأول وجواب الثاني محذوف دل عليه جواب الأول. قوله: (أي إن صدقتم) إشارة إلى الشرط الثاني، وقوله إنها لكم إشارة للأول. قوله: (يؤثرها) أي يقدمها ويختارها.